جثة الشعب، وقوة "الإكليروس" المؤلف من الرياء الكاذب والتعصب الأعمى.
تقدم فولتير وحده وأثار حربا عوانا على هذا العالم المؤلف من تلك القوى المختلفة المخيفة, ولم يره أكبر من أن ينخذل، ولم ير نفسه أصغر من أن ينتصر.
أتدري ما كان سلاحه، ما كان له سلاح غير تلك الأداة التي تجاري العاصفة في هبوبها، وتسبق الصاعقة في انقضاضها، ما كان له سلاح غير القلم، فبالقلم حارب وبالقلم انتصر.
انتصر فولتير، فولتير وقف وحده تلك المواقف المشهودة، فولتير أدار وحده رحى تلك الحروب الهائلة، حرب العلم والجهل، والعدل والظلم، والعقل والهوى، والصلاح والفساد، فتم على يديه الغلب للخير على الشر وفاز فوزا مبينا.
كان فولتير قلبا وعقلا، كان له رقة الفتاة في غلالتها[1] وشدة الأسد في لبدته.
فولتير محى الخرافات الدينية والعادات الفاسدة، وأرغم أنف الكبرياء، وأذل عز الرؤساء، ورفع السوقي إلى حيث لا يصل إليه ظلم القاضي وتنطع الكاهن [1] الغلالة شعار يلبس تحت الثوب.