فيا أيها الرجل العظيم: طبت حيا وميتا.
حدثت تلك الحوادث التي ذكرتها على مشهد من المجتمع المهذب الراقي وفي حياة حافلة بالسعادة مغتبطة بالهناء يغدو إليها الإنسان لاهيا، ويروح ساهيا، لا يرفع رأسه فيعلم ما فوقه، ولا يخفضها فيرى ما تحته.
حدث ذلك وأيام البلاط أعيادو "فرسايل" تتلألأ حسنا وبهاء، ورونقا وماء، وظرفاء الشعراء مثل "سان اولاير" و"بوفلير" و"جنتيل برنار" لاهون بالغزل الرقيق والوصف الجميل.
حدث ذلك وباريس تتجاهل ما يجري حولها, فاستطاع القضاء الظالم بمعونة القسوة الدينية أن يمثل بالشيخ ذلك التمثيل الفظيع بذلك القضيب الحديد، وأن يستل لسان الفتى؛ لأنه أنشد الأناشيد.
كان المجتمع في ذلك التاريخ مؤلفا من قوى عظيمة هائلة، قوة البلاط، وقوة الأشراف، وقوة المال، وقوة الشعب المائج المتدفع، وقوة الحكومة التي كانت أسدا على الرعية ونعامة بين يدي الملك تجثو أمامه خاضعة صاغرة إلا أن جُثِيَّها كان على