هذا الأثر المقدس، من ذا الذي أجرم هذا الجرم العظيم.
ربما عصفت به ريح، أو عبث به عابر طريق، أو هوى به ضعف الشيخوخة وإعياء الهرم، لا لا، كل ذلك لم يكن؛ لأن الدين أبى إلا أن يوجد مجرما، هنالك أعلن مطران "إميان" براءة من غفران الله ورحمته لكل مؤمن علم أو ظن أنه علم شيئا عن هذه الحادثة فكتمه.
إن الحرمان في الكثلكة جريمة فظيعة قاتلة متى أوخى به التعصب الذميم، إلى الجهل العظيم، كان هذا الحرمان سببا في أن القضاء عرف أو ظن أنه عرف أن ضابطين اسم أحدهما "لابار" والآخر "ديتالون" مرا على جسر "إيفيل" في تلك الليلة المشئومة يترنحان سكرا وينشدان نشيدا عسكريا، مرا بالجسر وأنشدا النشيد فهما المجرمان، وكانت المحكمة مقدس "إيفيل" ولم تكن بأقل عدلا وإنصافا من مجلس "الكابيتول" في "طولوز" فأمرت بالقبض على الرجلين فاختفى ديتالون وقبض على لابار وأسلم إلى القضاء، فاعترف بالنشيد وأنكر المرور على الجسر فحكمت عليه محكمة إيفيل بالإعدام وأيد حكمها برلمان باريس فدنت الساعة المخيفة الهائلة.
لقد تفننوا في تعذيب لابار وإرهاقه ليكشفوا عن سر