وهكذا حتى تم لكل ذراع من ذراعيه ضربتان وصدعتان، فكأنما قتلوه قبل موته ثماني مرات.
في الإغماء الثامن بعد مرور ساعتين من العذاب تقدم الكاهن ومد إليه الصليب ليقبله فحول وجهه عنه، وكذلك تبلغ القسوة الدينية من نفوس المتدينين، فأقبل الجلاد وسدد إلى صدره الطرف الغليظ من القضيب الحديد وضربه ضربة ألصقت صدره بظهره فكانت القاضية.
على هذه الصورة مات "جان كالاس".
وما هي إلا أيام قلائل حتى عرف الناس أن الفتى مات منتحرا مقتولا، فحكموا ببراءة الشيخ بعد أن نفذ سهم القضاء فيه، وماذا يعنيه بعد الموت أمات جانيا أم بريئا.
أما الحادثة الأخرى فهي عبرة الشباب كما كانت الأولى موعظة الشيخوخة.
بعد مضي ثلاث سنين من تاريخ الحادثة الأولى وجدوا في "إيفيل" في ليلة عاصفة صليبا عتيقا أكل السوس أحشاءه حتى عاف البقاء فيه, مطرحا فوق الجسر بعد أن عاش فوق السور ثلاثة قرون.
من ألقى به من أعلى السور، من أهانه، من ذا الذي دنس