نحن في هذه الساعة العظيمة، في هذا الموقف الرهيب، نجثو على الركب ونعفر جباهنا بين يدي الشريعة الأدبية ونقول للعالم الذي ينصت لسماع صوت فرنسا "لا قوة إلا قوة الضمير ولا مجد إلا مجد الذكاء" ذلك في سبيل العدل، وهذا في سبيل الحق.
لقد كان شأن المجتمع الإنساني قبل الثورة الفرنساوية على هذا المثال، الشعب في المنزلة الدنيا، وفوق الشعب الدين والقضاء، هذا يمثله القضاة، وذاك يمثله "الإكليروس".
أتدرون كيف كان الشعب، وكيف كان الدين، وكيف كان القضاء في ذلك العهد؟ كان الشعب جهلا، والدين رياء، والقضاء ظلما.
إن كنتم في شك مما أقول فإني أقص عليكم حادثتين من حوادث ذلك التاريخ, أرى فيهما غناء ومقتنعا:
في 13 أكتوبر سنة 1761 وجد شاب مصلوبا في الطبقة الأرضية من بيت في مدينة "طولوز" فهاج الشعب ولغط "الإكليروس" وبحث القضاة، فكانت النتيجة أن كان الشاب منتحرا فسمي قتيلا، وكان والده بريئا فسمي قاتلا.
هكذا أراد الدين وأرادت مصلحته أن يهلك والد الفتى