دورة الفلك 1:
أيها القصر: أين الكوكب الزاهر الذي كان يتنقل في أبراجك، أين النسر الطائر الذي كان يحلق في أجوائك، أين الملك القادر الذي كان يطلع شمسا في صباحك، وبدرا في مسائك.
أين الأعلام والبنود تخفق في شرفاتك، والقواد والجنود تخطر في عرصاتك، أين الشفاه التي كانت تلثم ترابك، والأفواه التي كانت تقبل أعتابك، والرءوس التي كانت تطرق لهيبتك، والقلوب التي كانت تخفق لروعتك.
أين الصوت الذي كان يجلجل فيقرع أذن الجوزاء. ويهدر فتتلفت عيون السماء، أين الفلك الذي كان يدور بالسعد والنحس، والنعيم والبؤس، والرفع والخفض، والإبرام والنقض.
كيف استطاع الدهر أن يمد يده إلى شملك فيبدده، وجمعك فيفرقه، وسمائك فيكور شموسها، وأرضك فيزعج أنيسها.
أين كانت أسوارك وأبوابك، وحراسك وحجابك، وكيف
1 كتبت بمناسبة سقوط السلطان عبد الحميد.