السريرة:
لو كشف للإنسان عن سريرة الإنسان لرأى منها ما يرى من غرائب هذا الكون وعجائبه أعمى أدركته رحمة الله بعد طول محنته فارتد بصيرا.
تتراءى لك السريرة في ظاهرها كأنها أديم السماء، أو صفحة الماء، فإن بدا لك أن تكتنه باطنها فإنك غير بالغ من ذلك مأربك إلا إذا استطعت أن تخترق السماء فترى ما وراءها من بدائع الكائنات، وتغوص في أعماق الماء فتشاهد ما في باطنه من عجائب المخلوقات.
يعجز المرء عن رؤية الهباء فيتريث ريثما تمج الشمس لعابها من نافذة غرفته فإذا هو مائج وضاء يروح ويغدو رواح السانحات، وغدو البارحات، ويعجز عن رؤية الجراثيم فيستعين عليها بمنظار يصورها في نظره تصويرا يخيل إليه أنه يكاد يلمسها بيمينه، ويعجز عن اكتناه السريرة فلا يجد إلى الوصول إليها سبيلا.
وقف آدم أمام باب السريرة يوم الشجرة يعالج فتحه فاستعصى