والانحلال، ولكن ليس السبب في ذلك الإسلام كما تتوهم بل المسيحية التي سرت عدواها إليهم على أيدي قوم من المسيحيين, أو أشباه المسيحيين لبسوا لباس الإسلام وتزيوا بزيه ودخلوا بلاده وتمكنوا من نفوس ملوكه الضعفاء، وأمرائه الجهلاء، فأمدوهم بشيء من السطوة والقوة تمكنوا به من نشر مذاهبهم السقيمة وعقائدهم الخرافية بين المسلمين حتى أفسدوا عليهم مذاهبهم وعقائدهم وأوقعوا الفتنة فيهم وحالوا بينهم وبين الاستمداد من روح الإسلام وقوته فكان من أمرهم بعد ذلك ما كان.
كل ما نراه اليوم بين المسلمين من الخلط في عقيدة القضاء والقدر وعقيدة التوكل وتشييد الأضرحة وتجصيص القبور وتزيينها والترامي على أعتابها والاهتمام بصور العبادات وأشكالها دون حكمها وأسرارها, وإسناد النفع والضرر إلى رؤساء الدين وأمثال ذلك أثر من آثار المسيحية الأولى وليس من الإسلام في شيء.
أيها الفيلسوف التاريخي: لا تقل إننا متعصبون تعصبا دينيا فإنك قد أسأت إلينا وإلى ديننا فلم نر بدا من الذب عنا وعنه بما نعلم أنه حق وصواب، على أنه لا عار علينا فيما تقول،