بالناس، وعرفه قيمة نفسه بعد ما كان يجهلها, وعلمه أن الإنسانية لا فرق بين فقيرها وغنيها، ووضيعها ورفيعها، وضعيفها وقويها، وأن الملك والسوقة والشريف الهاشمي، والعبد الزنجي، أمام الله والحق سواء، وأن الأمر والنهي والتحليل والتحريم والنفع والضر والثواب والعقاب والرحمة والغفران بيد الله وحده لا ينازعه فيها منازع، ولا يملكها عليه أحد من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين، ثم نظر في أخلاقه فأرشده إلى محاسنها، وحال بينه وبين رذائلها، حتى علمه آداب الأكل والشرب والنوم والمشي والجلوس والكلام والسلام، ثم دخل معه منزله فعلمه كيف يبر الابن أباه، ويرحم الوالد ولده، ويعطف الأخ على أخيه، ويكرم الزوج زوجته، وتطيع الزوجة زوجها، وكيف يكون التراحم والتواصل بين الأقرباء وذوي الرحم، ثم نظر في شئونه الاجتماعية ففرض عليه الزكاة التي لو جمعت ووضعت في مصارفها لما كان في الدنيا بائس ولا فقير، وندبه إلى الصدقة ومساعدة الأقوياء للضعفاء، وعطف الأغنياء على الفقراء، ثم شرع له شرائع للمعاملة الدنيوية ووضع له قوانين البيع والشراء والرهن والهبة والقرض والتجارة والإجارة والمزارعة والوقف والوصية والميراث ليعرف كل إنسان فلا يغبن أحد أحدا،