responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 6
وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:
ما هاج من منزل بذي العلم ... بين لوى المنجنون فالسلم
لم تبق منه الرياح معلمة ... إلا بقايا الثمام والحمم
وقفت بالدار ما أبينها ... إلا إدكاراً، توهم الحلم
بادت وأقوت من الإنيس كما ... أقوت محاريب دارس الأمم
واستبدل الحي بعدها إضماً ... هيهات غمر الفرات من إضم
قيل لأعرابية أصيبت بابنها: ما أحسن عزاءك! قالت: إن فقدي إياه أمنى كل فقد سواه، وإن مصيبته هونت على المصائب من بعده، ثم قالت:
من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر
كنت السواد لناظري ... فعليك يبكي الناظر
ليت المنازل والديار ... حضائر ومقابر
كان الرقاشي يجتمع إليه جماعة من أصحابه وإخوانه يتحدثون ويتذاكرون، فغاب في بعض أحواله، ثم رجع بعد مدة، فوجد بعضهم قد مات، وبعضهم قد غاب، فوقف على مجلسهم وبكى، وقال:
لولا التطير قلت غيركم ... ريب الزمان فخنتم عهدي
درست منازل كنت آلفها ... من بعدكم، وتغيرت بعدي
وقال أبو العلاء (أحمد بن عبد الله) بن سليما المعري:
أعفى المنازل قبر يستراح به ... وأفضل اللبس فيما أعلم الكفن؟
إن الذين على وجه الثرى وطئوا ... يشابهون أناساً في الثرى دفنوا
وقال آخر:
دعني وتسكاب دمعي في منازلهم ... فللشؤون ولي من بعدهم شان
أحبابنا ما الديار اليوم بعدكم ... تلك الديار، ولا الأوطان أوطان
وقال آخر:
أبكى إلى الشوق أن كانت منازلكم ... بجانب الغرب خوف القيل والقال
أقول: بالخد خال حين أذكره ... خوف الرقيب، وما بالخد من خال
وقال مهيار:
يا منزلاً لعبت به أيدي البلى ... لعب الشكوك، وقد بدا بتيقن
إما تناشدني العهود فإنها ... خيست فكانت بين ذخر المقتنى
نفض الصبي أوراقه، وأعادني=خوط اليراعة، كيف تغمز تنحني إني لأعلم قبل فضى ختمه=ما في كتاب بالمشيب معنون وقال آخر:
أمزمعة للبيت ليلى ولم تمت ... كأنك عما قد أظلك غافل؟!
ستعمل إن شطت بهم غربة النوى ... وزالوا بليلي أن لبك زائل
وأنك مسلوب التصبر والأسى ... إذا بعدت ممن تحب المنازل
وقال آخر:
تطوى المنازل عن حبيبك دائباً ... وتظل تبكيه بدمع ساجم
ألا أقمت ولو على جمر الغضا ... قلبت، أوحد الحسام الصارم؟!
كذبتك نفسك لست من أهل الهوى=تشكو الفراق وأنت عين الظالم؟ قلت: لي على من تقدم ذكره من الشعراء فضل المزية؛ إذ كنت دونهم صاحب الرزية فكان شعري أولى أني قدم على أشعارهم، وإن قصرت بي البلاغة عن اقتفاء آثارهم، لكن للمتقدم السبق، وهو بالتقدمة أولى وأحق، وإن كنت وهم كما قال ذر لأبيه: يا أبه. مالك إذا تكلمت أبكيت الناس، وإذا تكلم غيرك لم يبكهم؟ قال: يا بني. ليست النائحة المستأجرة كالثكلى.
وأنا ذاكر شيئاً من شعر أخي - رحمه الله - وشعري مما يدخل في هذا الفصل: قال أخي عز الدولة أبو الحسن علي بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ - رضي الله عنه -:
يا منزلاً لعب البلى برسومه ... شعفاً ببهجته فليس يريم
لا تبعدن وجاد ربعك وابل ... يروى ثراك أتيه ويسيم
فاسق الربوع من الدموع سجالها ... إن الرسوم لها عليك رسوم
وقال أيضاً:
سل المنازل عمن كان يسكنها ... من الأحبة والإخوان ما صنعوا؟
تخبرك وعظاً بلا لفظ فقد نظرت ... آمالهم والمنايا كيف تصطرع
وهكذا بعد نفخ الصور خاوية ... تضحى المنازل أعلاهن متضع
بنى أبي إن عدا دهر ففرقنا ... فهم نفسي بكم ما عشت مجتمع
نزحتم أدمعي حتى لقد محلت ... جفون عيني، ومات اليأس والطمع
وإن دهراً رمى عن جيده درراً ... أمثالكم لزمان عاطل ضرع
وقال أيضاً:
يا منزلاً أضحى كجسمي بالياً ... حزن القلوب، وحسرة للناظر
لي كل يوم في ربوعك زفرة ... يرمى لظاها بالشرار الطائر
غربت شموسك والذين عهدتهم ... بك في ملمات الزمان الغابر
فعليهم مني سلام نشره ... متضوع كثنائهم في الحاضر

نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست