responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 52
وقال آخر:
يا بعيد الدار من وطنه ... مفرداً يبكي على سكنه
كلما جد النجاء به ... جدت الأسقام في بدنه
ولقد زاد الفؤاد شجي ... صوت قمري على فننه
شفه ما شفني فبكى ... كل من يبكي على شجنه
وقال آخر:
لابد للمشتاق من ذكر الوطن ... واليأس والسلوة من بعد الحزن
وقال عبد السلام بن رغبان المعروف بديك الجن:
أما آن للطيف أن يأتيا ... وأن يطرق الوطن الدانيا؟
وإني لأحسب ريب الزما ... ن يتركني جسداً باليا
سأنشر ذكرك لا ناسيا ... جميل الصفاء ولا قاليا
وقد كنت أنشره ضاحكاً ... فقد صرت أنشره باكيا
وقال الشريف المرتضى - رضي الله عنه -:
هل لليالي بالمنقى رجوع ... مثلما كن لي ونحن جميع
زمن راعني تذكره الثا ... وي وإن كان ماضياً لا يريع
وطن طاب جوه وثراه ... فكأن المصيف فيه ربيع
حيث لا تهتدي الخطوب لا يخ ... فق من خشية الحوادث روع
وقال أبو العلاء [أحمد بن عبد الله] بن سليمان المعري:
وماء بلادي كان أنجع مشرباً ... ولو أن ماء الكرخ صهباء جريال
فيا وطني إن فاتني بك سابق ... من الدهر، فلينعم لساكنك البال
وإن استطع في الحشر آتك زائراً ... وهيهات، لي يوم القيامة أشغال
وقال المتنبي:
بما التعلل؟ لا أهل ولا وطن ... ولا نديم ولا كأس ولا سكن
أريد من زمني ذا أن يبلغني ... ما ليس يبلغه في نفسه الزمن
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن
فما يدوم سرور ما سررت به ... ولا يرد عليك الفائت الحزن
عن رجل من أهل خراسان قال: رأيت علي بن الجهم بعد أن أطلق من محبسه جالساً في المقابر، فقلت: ما يجلسك هنا؟ فقال:
يشتاق كل غريب عند غربته ... ويذكر الأهل والجيران والسكنا
وليس لي وطن أمسيت أذكره ... إلا المقابر إذ كانت لهم وطنا
قلت: لي أبيات تنظر إلى هذا المعنى، وهي:
أشتاق أهلي وأوطاني وقد ملكت ... دوني وأفنى الردى أهلي وأحبابي
فأستريح إلى رؤيا القبور، ففي ... أمثالها حل إخواني وأترابي
ولست أحيا حياة استلذ بها ... من بعدهم ولحاق القوم أولى بي
وقال أبو بكر، المعروف بابن اللبانة، في نكبة آل عباد أرباب الأندلس - وكان تغلب عليهم يوسف بن تاشفين، وملك بلادهم، وكانوا محسنين إلى أجل العلم وإلى هذا الشاعر، وله فيهم أشعار كثيرة يبكيهم ويتأسف على أيامهم:
بكى آل عباد ولا كمحمد ... بأبياته صوب السحاب إذا همى
حبيب إلى قلبي حبيب لقوله: ... "عسى وطن يدنو بهم، ولعلما"
يقول في هذا الشعر:
قصور خلت من ساكنيها فما بها ... سوى الأدم تمشى حول واقفة الدمى
يجيب بها البوم الصدى، ولطالما ... أجاب القيان الطائر المترنما
كأن لم يكن فيها أنيس ولا التقى=بها الوفد جمعا والخميس عرمرما مصاب هوى بالنيرات من العلى=ولم يبق في أرض المكارم معلما
حكيت وقد فارقت ملكك مالكاً ... ومن ولهى أحكى عليك متمما
بكيتك حتى لم يخل لي الأسى ... دموعاً بها أبكى عليك ولا دما
وإني على رسمي مقيم، فإن أمت ... سأترك للباكين رسمي موسما
وقال رجل من تميم:
حنت قلوصي في عدان إلى نجد ... ولم ينسها أوطانها قدم العهد
إذا شئت لاقيت القلوص ولا أرى ... لقومي أشباهاً فيألفهم ودى
وقال آخر:
حن إلى أوطانهم معشر ... لهم غرام ولي اثنان
إذا تشكوا شجناً واحداً ... تكاثرت ععدة أشجاني
وقال آخر (البستي) :
لئن سلمني الله ... وبالحفظ تولاني
وأعطاني أعطاني ... وأوطاني أوطاني
وأخلى ذرعي الآ ... ن، وخلاني خلاني
فلا عدت إلى الغر ... بة ماكر الجديدان
فإن عدت لها يوماً ... فسجاني سجاني

نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست