responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 51
استودع الله في أرض الحجاز رشا ... في روضة القلب مأواه ومرتعه
بالله يا شوق رفقاً بالفؤاد فما ... أطيق أكثر مما أنت تصنعه
وأنت يا وصل عج في ربع فرقتنا=عساك تجمع شملاً عز مجمعه وسقه من حيا التقريب سارية=فإنه دائر قد مح موضعه عسى الليالي بأوطاني التي سلفت=ترجعن فيه رجوعاً لا نودعه عن ابن الكلبي قال: كان رجل من طيء يقال له: زامل بن عفير، نازلاً في أخواله من كلب في الدهر الأول، وذلك قبل حرب الفجار، فأغار عليهم منسر من بني القين، فاستخفوا إبله، فاستنصر أخواله، فأبطئوا عليه، فعمد إلى جمل سائب، فاكتفله وتوجه نحو الشام، فقيل له: أتركب الحرام؟ قال: "يركب الحرام من لا حلال له" فلما قرب من الشام مر بروضة غناء وغدران، فقيد بعيره، وأكل من نبات تلك الروضة، واضطجع، فبينا هو كذلك، إذ أقبل فارس إلى الروضة، فنزل عن فرسه، وحط سرجه، وقيد فرسه، وقعد قريباً من مضطجع الطائي فاستيقظ الطائي بحرسه، فاستوى قاعداً، فقال له الفارس: من الرجل؟ فانتسب له، وسأله عن شأنه، فقص عليه قصته، فقال له الفارس: يا هذا. هل عندك طعام فإني طاو منذ أمس؟ فقال له: أتطلب الطعام وهذا اللحم معرض؟ ثم وثب إلى سيفه، فعقر بعيره، ثم اجتب سنامه، وبقر عن كبده، وذلك بعين الفارس، ثم أوقد ناراً عظيمة، ثم اشتوى، وأقبل يلقى إلى الفارس، حتى انتهى، فما لبث أن ثار العجاج، فإذا الخيل مقبلة، تتوقص بفرسانها، حتى انتهوا إلى الفارس فحيوه بتحية الملك، فركب، وقال: دونكم الرجل، فأردفه بعضهم حتى أتى دار ملكه، فإذا هو الحارث الأكبر الغساني، فأمر بعض غلمانه بإنزال الطائي، وخاف زامل أن يكون قد نسيه الملك، فقال للغلام: هل لك أن توليني عارفة، وتبلغ الملك ما أقول؟ قال: أفعل، فأنشده:
أبلغ الحارث المردد في المج ... د وفي المكرمات جداً فجد
وابن أرباب واطئ السب ... ب الأرحب والمالكين غوراً ونجدا
إنني ناظر إليك ودوني ... عائقات غادرن قربي بعدا
إن أكن نازلاً بمثوى كريم ... ناعم البال في مراح ومغدى
غير أن الأوطان يجتذب المر ... ء إليها الهوى وإن عاش كدا
وتأنى بالشآم مفيدي ... حسرات يقددن قلبي قدا
ليس يستعذب الغريب مقاماً ... في سوى أرضه وإن نال جدا
فتسبب الغلام إلى أن أنشد الملك الأبيات، فقال الملك: وا سوأتاه، كرم ولؤمنا، إيذن له يا غلام، فلما دخل قال: والله لا يرحض عارها عني إلا عطاؤها حتى ترضى، ثم أمر له بجائزة سنية، وقال له: يا زامل. إن الأوطان جواذب، كما ذكرت، فهل لك في المقام في جملتنا يفيء عليك ظلنا، وتسيل عليك صلتنا؟ فقال: أيها الملك. ما كنت لأوثر وطني عليك، ثم أقام بالشام في جواره.
وقال ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألا أبيعه ... وألا أرى غيري له الدهر مالكا
فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها جسد إن بان غودرت هالكا
وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الرجال هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبى فيها فحنوا لذلكا
وقال الشريف الرضي - رضي الله عنه -:
لا يذكر الرمل إلا حن مغترب ... له بذي الرمل أوطار وأوطان
يهفو إلى البان من قلبي نوازعه ... وما بي البان، بل من دارهالبان
أسد سمعي إذا غنى الحمام بها ... كيلا يبين سر الوجد إعلان
ورب دار أوليها مجانبة ... ولي إلى الدار أطراب وأشجان
إذا تلفت في أطلالها ابتدرت ... للقلب والعين أمواه ونيران
قيل لبعض الحكماء: ما اللذة؟ قال: الكفاية مع لزوم الأوطان، ومحادثة الإخوان، وقيل: فما الذلة؟ قال: النزوح عن الأوطان، والتنقل في البلدان.
وقال أبو العرب مصعب بن محمد بن الفرات:
أهم ولى عزمان: عزم مشرق ... وآخر يغري همتي بالمغارب
ولا بد لي أن أسأل العيس حاجة ... تشق على أخفافها والغوارب
علي لآمالي اضطراب مؤمل ... ولكن على الأقدار نجح المطالب
فيا نفس لا تستصحبي الهون إنه ... وإن خدعت أسبابه
شر صاحب
ويا وطني إن بنت عني فإنني ... سأوطن أكوار العتاق النجائب
إذا كان أصلي من تراب فكلها ... بلادي، وكل العالمين أقاربي

نام کتاب : المنازل والديار نویسنده : أسامة بن منقذ    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست