responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعمرون والوصايا نویسنده : السجستاني، أبو حاتم    جلد : 1  صفحه : 10
كأنَّا مضرحيَّات برضوى ... ينأَونَ إِذا ينأَونَ بلا جناح
يرانا أَهلنا، لا نن مرضى ... فنكوى أو نُلدُّ ولا صحاح
ولا نروي العضال إذا اجتمعنا ... على ذي دلونا، والحفر طاح
يقول: ضعفنا فلا نقدر على الاستسقاء. طاح مملوء وقال مسافع حين ضجر به أهله:
لعمرُ كما لو يسمع الموت قد أتى ... لداع على برءٍ جفته العَوائدُ
به سقم من كل سقمٍ وخبطه ... من الدَّهر أَصغى غصنه فهو ساجد
إذا مرَّ نعش قيل نعش مسافعٍ ... ألا لا بودي لو بني لي لاحدُ
يظنون أني بعد أَوَّلَ ميَّت ... فأبقى ويمضي واحدٌ ثمَّ واحدُ
فقالوا له لمَّا رأَوا طولَ عمره ... تأتَّ لدار الخُلد، إنَّك خالدُ
غضاب عليَّ أَن بقيت وإِنَّني ... بودِّي الَّذي يهوون لو أَنا واجدُ
" أضمر الهاء، يقول، لو أنا واجده ".
قالوا: ومن المعدودين في المعمربدين من قضاعة زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بم عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن كلب بن وبرة، عاش أربعمائة سنة وعشرين سنة، وأوقع مائتي وقعة، وكان سيدا مطاعا شريفا في قومه؛ ويفد قال، كانت فيه عشر خصال، ولم يجتمعن في غيره من أهل زمانه: كان سيد قومه، وخطيبهم، وشاعرهم، ووافدهم إلى الملوك، وطيبهم - والطب في ذلك الزمان شرف -، وحازى قومه - والحزاة الكُهّان -، وكان فارس قومه، وله البيت فيهم، والعدد منهم.
فبلغنا أنه عاش حتى هرم وغرض من الحياة، وذهب عقله، فلم يكن يخرج إلا ومعه بعض ولده، أو ولد ولده.
وأنه خرج ذات عشيّة إلى مال له ينظر إليه، فأتبعه بعض ولده، فقال له: ارجع إلى البيت قبل الليل، فإني أخاف أن يأكلك الذئب.
فقال: فقد كنت، ما أخشَّى الذئب.
فذهبت مثلا.
ويقال: إن هذا هو خفاف بن عمير السُلَميّ، وهو ابن ندبة السُّلمىّ قال أبو حاتم: وذكر ابن الكلبي أن هذا مما حفظ عن من تثق به من الرواة.
وقد ذكر لقيط أيضا نحواً من الحديث؛ وذكر أن زهيرا عاش ثلاثمائة سنة وخمسين سنة.
حدثنا أبو حاتم قال: وقال العمري، أخبرني محمد بن زبار الكلبي عن أشيخه من كلب قالوا، كان زهير بن جناب قد كبر حتى خرف، وكان يتحدث بالعشي بين القلب - يعني الآبار - وكان إذا انصرف الليل شق عليه.
فقالت امرأته لميس الأَراشيّة لبنها خداش بن زهير: - اذهب إلى أبيك حتى ينصرف فخذ بيده فقده.
فخرج حتى انتهى إلى زهير، فقال: - ما جاء بك يا بنيَّ؟ قال: كذا وكذا.
قال: اذهب.
فأبى؛ وانصرف تلك الليلة معه.
ثم كان من الغد، فجاء الغلام، فقال له: انصرف.
فأبى.
فسأل الغلام، فكتمه، فتوعَّده، فأخبره الغلام الخبر، فأخذه، فاحتضنه، فرجع به.
ثم أتى أهله، فأقسم زهير بالله، ألا يذوق إلا الخمر حتى يموت.
فمكث ثمانية أيام، ثم مات.
وقال ابن لقيط، وابن زبّار، وغيرهما، قال: ورواية ابن أَتمُّهنَّ.
جدَّ الرحيل وما وقفت ... على لميس الأراشيّة
ولقي ثواني اليوم ما علقت ... حبال القاطنيه
حتَّى أُودِّها إِلى الملكِ ... الهمام بذي الثَّويَّه
قد نالني من سبيه ... فرجعت محمود الحذيَّه
" قال أبو حاتم: ويقال أولها كما أخبرنا أبو زيد الأنصاري عن المفضَّل "
أَبنيَّ إِن أَهلك فقد ... أَورثتكم مجدا بنيَّة
وترَكتكم أَولاد سنا ... داتٍ، زدناكم وريَّه
كلَّ الّذي نال الفتى ... قد نلته إلاَّ التحيَّة
كم من محيَّا لا يوا ... زيني ولا يهب الدَّعيَّة
ولقد رأيت النَّار للسلاف ... توقد في طميَّة
ولقد رحلت البازل الوجناء ... ليس لها وليَّ
ولقد غدوت بمشرف الطرفين ... لم يغمز شظيَّه
فأصبت من حمر القنان ... معا، ومن حمرِ القفيَّه

نام کتاب : المعمرون والوصايا نویسنده : السجستاني، أبو حاتم    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست