نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي جلد : 1 صفحه : 81
فكيف يداري الهوى والهوى قاتل الفتى ... وفي كل يوم قلبه يتقطع
فإن لم يجد أمراً لكتمان سره ... ما له يا زين سوى الموت أنفع
هذا العاشق كان متألماً وفي قلبه حب ونار لا تخمد إلا بوصال حبيبه: لأبي نواس:
نضت عنها القميص لصب ماء ... فورد خدها فرط الحياء
وقابلت الهواء وقد تعرت ... بمعتدل أرق من الهواء
ومدت راحة كالماء منها ... إلى ماء معد في إناء
فلما أن قضت وطراً وهمت ... على عجل إلى أخذ الرداء
رأت شخص الرقيب على التداني ... فأسبلت الظلام على الضياء
وغاب الصبح منها تحت ليل ... وظل الماء يقطر فوق ماء
فسبحان الإله فقد براها ... كأحسن ما تكون من النساء
قال الرقاشي:
أتسلوها وقلبك مستطار ... وقد منع القرار فلا فرار
وقد تركتك صباً مستهام ... فتاة لا تزور ولا تزار
ولت وأنثنت فيها وقالت ... كلام الليل يمحوه النهار
قال أبو مصعب:
أما والله لو تجدين وجدي ... لما وسعتك في بغداد دار
أما يكفيك أن العين عبرى ... ومن ذكراك في الأحشاء نار
تبسمت بغير ضحك وقالت ... كلام الليل يمحوه النهار
قال أبو نواس:
وخرداً أقبلت في القصر سكرى ... ولكن زيّن السكر الوقار
وهز الريح أردافاً ثقالاً ... وغصناً فيه رمان صغار
وقد سقط الردا عن منكبيها ... من التخميش وأنحلل الأزار
فقلت الوعد سيدتي فقالت ... كلام الليل يمحوه النهار
لأحد العشاق:
أفدي بروحي من شبهت طلعتها ... بطعة الشمس فأغتاظت لتشبيهي
وأعرضت وهي غضبى فأعتذرت لها ... عذراً قالت العذر جانيه
قالت الشمس عرف مثل طرفي ذا ... إن كنت تفهم معنى من معانيه
أو هل بها مثل خدي في تورده ... أو هل لها مثل قدّي في تثنيه
فقلت دونك فأقتضِ بلا حجٍ ... هذا لساني الذي أخطأ عضيه
فتبسمت وأنثنت ثم قالت ... هذه خدعة لمرض ألم ك والعض بشفيه
أختالت وتمايلت ثم قالت هذا ليس ك ... هذه المحاسن واورد لمن يعرف معانيه
* * * هذه الأبيات هي للجعبري رحمه الله، ونحن أخذناها عن كتاب: " مملكة الجمال " للأستاذ قراعة محمود.
ندعي أن الخيال أجمل من الحقيقة، لأننا تلحظ دائماً في الخيال الراقي روعة من نسمات الحقيقة.
أنظر إلى الجعبري مثلاً وهو يقول:
ناعس الطرف كحيل المقل ... رق في وص حلاه غزلي
رق يا منية قلبي كرماً ... فعذولي من نحولي رق لي
يا خلي البال لا تلم ... لا تلمني في هواه يا خلي
أنا عن محبوب قلبي لم أحل ... لا ولا أصغي لقول العذل
يا أهيل الحي رقوا وأرحموا ... مغرماً أضحى قتيل المقل
أنا مأسور ومعي مطلقٌ ... في هوى الظبى الغرير الأكحل
ريقه السلسال ما أعذبه ... ما أحيلاه وما أشهاه لي
في سويدا القلب أضحى نازلاً ... ما خلا منه ولم يرتحل
غارب الأغصان لما أن بدا ... وأختفى بدر الدجى من خجل
بعيون فأتكأت قد رمت ... لسهام فأصابت مقلي
قدّه العسال ما أرشقه ... ولماه قد حوى من عسل
كم حوى في ثغره من درر ... ولكم بالريق أشفى غلل
أترى بعد التجني والجفا ... بوصال هجري يسمح لي
* * *
نام کتاب : المرقصات والمطربات نویسنده : ابن سعيد المغربي جلد : 1 صفحه : 81