responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 90
ومن ثَمَّ كانت للخبر أهميته التي أشرنا إليها في الفصل السابق، وأصبحت رسالة الصحفيّ تنحصر أو تكاد تنحصر في جمع الأخبار بأمانة، وسردها ونشرها بأمانة، ثم التعليق عليها بأمانة، حتى أن الصحفيَّ الذي يخل يومًا بهذه الأمانة يصبح في نظر الحكومة والجمهور أشبه رجل بالصانع الغشاش، أو التاجر المطفف، أو الطبيب، أو المعلم الذي هان عليه العبث بشرف المهنة.
وهنا يعود الباحث ليواجه المشكلة مرةً أخرى، وهي إلى أيِّ حدٍ يجب أن يتصف الصحفيّ المسئول بالأمانة التامة حيال الخبر الذي ينشره في الجريدة؟ هل يحق له أن يساير عواطف الجماهير, فيعمد من أجلهم إلى نشر الخبر حينًا, وإلى تشويهه حينًا آخر، حتى يصبح الخبر متفقًَا والرأي العام.
والجواب على هذا، أن الصحيفة ليست إلّا عقدًا اجتماعيًّا بين ناشريها من جهة، وقرائها من جهة ثانية، وفي هذا العقد الاجتماعيّ اتفاقٌ ضمنيٌّ بين هذين الطرفين على أمور كثيرة، من أوّلها أداء هذه الأمانة.
وهذا الاتفاق الضمنيّ -كما يقول الأستاذ "ويكهام استيد" في كتابه المعروف عن الصحافة- إنه من نوع العلاقة الصحفية التي تقوم بين الطبيب والمرضى مع فارق واحد، هو أن رجال الطب يعملون طبقًا لنظام خاصٍّ، بينما الصحافة لا تزال مهنةً حرةً لا تخضع إلّا لعدد محدود من القيود الخارجية، ومن القيود الداخلية.
وانظر إلى الأستاذ "استيد" هذا يمضي في بيانه قائلًا:
"إني أعتقد -كما يجب أن يعتقد كل إنسان- أن الأخبار الكاذبة أكثر ضررًا من الأطعمة المغشوشة أو الفاسدة، ذلك أن الصحافة ذات الكلمة الممتازة في نفوس القراء، مادتها الأولى في العقل العام، وبضاعتها القيم الإنسانية بوجه عام، وهدفها الأخير هو السعيُ نحو الكمال".

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست