responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 416
وجلاله وبهاءه قد حرَّك قلبه، وفي حديقته الصغيرة التي سبحت في ضياءٍ باهتٍ, عكست أشجار الفواكه ظلالها على ممر أغصانٍ رقيقةٍ من الخشب, تكسوها الخضرة، ومن الزهور المتسلقة على الحائط انبعثت رائحة جميلة، وسار الرجل ببطء, مسحورًا مبهورًا, حتى كاد ينسى ابنة أخته، وعندما وصل إلى بقعةٍ عاليةٍ, وقف يرقب الوادي بأجمعه, وبهاء القمر يحتضنه، وسحر الليل الهادئ الجميل يغرقه ... واستمر الأب يمشي وهو لا يعرف لم تخلت عنه شجاعته! وود لو يجلس, أو يتوقف حيث هو؛ ليحمد الله على ما صنعت يداه، وهناك في طرف المرعى رأي ظلان يمشيان جنبًا إلى جنبٍ تحت الأشجار المتعانقة الغارقة في الضباب الفضيّ.
كان الرجل هو الأطول، وقد لف ذراعه حول عنق حبيبته، ومن وقتٍ لآخر كان يقبلها في جبينها، وفجأةً دبت الحياة في الطبيعة المهجورة التي أحاطت بهما, وكأن الطبيعة نفسها إطارٌ إلهيٌّ صُنِعَ خصيصًا من أجلهما، وبدا الشخصان كأنهما كائن واحد، هو الكائن الذي خُلِقَ من أجله الليل الهادئ الساكن، واقتربا من القس كأنهما إجابةً حيةً على سؤاله الذي ألقاه على نفسه في بداية القصة، إجابةً بعث بها إلى ربه الأعلى.... وإذ ذاك كان الأب "مارينيان" يلقي على نفسه سؤالًا آخر:
ألم أكن على وشك الخروج على طاعة الله؟ ، لو لم يكن الله يرضى عن الحب لما أحاطه بمثل هذا الإطار من الجمال والسحر والبهجة والعظمة!!.
وهرب الأب مذهولًا وهو يكاد يشعر بالخجل أو بالوجل، كما لو كان قد اجتاز هيكلًا مقدسًا لا حقَّ له في اجتيازه في تلك اللحظة!!
هذه القصة تصور لنا حدثًا متكاملًا له وحدته، وتصور لنا الشخصية وهي تعمل، وتصور لنا الفعل والفاعل والشخصية شيئًا واحدًا لا يمكن تجزئته، ومن ثَمَّ نجحت هذه القصة نجاحًا كبيرًا، وبصرف النظر عن

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست