responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 269
فهذا نموذج كامل من المقال القصصيّ الذي قلنا: إنه لون من ألوان المقال الأدبيّ في الفترة ما بين عام 1922، وعام 1942، وهو إن دل على شيءٍ فإنما يدل على سيطرة الأدب على الصحافة، أو المقال على الخبر في تلك الفترة التي نشير إليها.
وفي هذا النموذج وأمثاله من مئات المقالات التي كتبها المازني, ترى كيف أن أتفه الحوادث في نظر الناس يصلح أن يكون مادةً أدبيةً رائعةً تروق جميع الناس متى تناولها كاتب قدير يحيلها إلى مادة جديرة بالنشر في صحيفة! واسمع إلى المزني نفسه حيث يقول:
"وكذلك أنا, أنا زوج الحياة الذي لا يستريح من تكاليفها، أقوم من النوم لأكتب، وآكل وأنا أفكر فيما أكتب فالتهم لقمة، وأخط سطرًا أو بعض سطر، وأنام، وأحلم أني اهتديت إلى موضوعٍ, وأفتح عيني فإذا بي قد نسيته، فأبتسم، وأذكر ذاك الذي رأى في منامه أن رجلًا جاءه، فنقده تسعة وتسعين جنيهًا، فأبى إلّا أن تكون مائة، فلما انتسخ الحلم, ورأى كفه فارغةً عاد فأطبق جفونه، وبسط راحته، وقال: "رضينا فهات ما معك".
ونظرةً عاجلةً إلى فن المقال القصصيّ عند المازني, ترينا أنه يعتمد على أشياء منها:
أولًا: الاتساع في الخيال، وهو ما أسماه توفيق الحكيم: "الكذب الحقيقيّ" وما سماه المازني: "الصدق الفني"، فليس من الضروريّ أن تكون الصورة كاملة الأجزاء في الواقع الملموس من الحياة؛ لأن الكاتب المبدع يستطيع بفنه وإبداعه، وتصوره وخياله، أن يكمل ما بهذه الصورة من نقص، أو أن يحذف ما بها من زيادة على حد قول المازني.

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست