responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 268
يخيفني؟ لقد دعوتك لتحلق لي لحيتي، لا لترد لي شعرها، قال: يا أفندي لا تخف، ثم قرأ من الكتاب الكريم، "فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى" إلى آخر الآية الشريفة، وأظنه أراد أن يرقيني بها، فيا لها من حلاقةٍ لا تكون إلّا برقية!
وأسلمت أمري لله، وعدت فقعدت أمامه، فنهض على ركبتيه، وتناول رأسي بين كفيه، وأمال صدغي إليه، ثم وضع ركبته على فخذي، ولف ذراعه حول عنقي، فصار في مدفونًا في صدره، فصحت -أو على الأصح- جاهدت أريد الصياح لعل أحدًا يسمعني فينجدني، غير أن طيات ثوبه كانت في فمي، أما رائحة الثوب فبحسب القارئ أن يعلم أنها أفقدتني الوعي.
ولا أطيل على القارئ، فقد أقوى الرجل بموساه على وجهي، فسلخ قطعة من جلدي، فردني الألم إلى الحياة، وآتاني القوة الكافية للصراخ على الرغم من الكمامة، ووثبت أريد الباب، ولكنه كان على كبر سنة أسرع مني، وما يدريني لعله كان يتوقع ذلك، وعسى أن تكون المرانة قد علمته أن يكون يقظًا لأمثال هذه المحاورات، فردني بقوةساعده، فتشهدت، وتذكرت قول المتنبي:
وإذا لم يكن من الموت بد
فمن العجز أن تموت جبانًا
كلا! سأسدل على هذا المنظر الذي يقف له جلدي على الرغم من كر السنين الطويلة، ثم جاء هذا السفاح بطشت يغرق فيه كبش، ووضعه تحت ذقني، وصب ماءه على وجهي، وفي صدري، وعلى ظهري، ليغسل الدم الذكيّ الذي أراقه، وأخرج من "مخلاته" منشفة هي" بمسمحة" الأرض أشبه، فاعتذرت وأخرجت منديلي، وسبقته إلى وجهي، فهي معركة لا يزال بجلدي منها ندوب وآثار.
"انتهى المقال".

نام کتاب : المدخل في فن التحرير الصحفي نویسنده : عبد اللطيف محمود حمزة    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست