responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 142
فقال له الحسن: سل ما شئت وتمن ما أحببت، فلو خرجت إليك من ملكي كله ما كافأتك. فقال: تشتري لي غنيمات وتردني إلى البادية. فقال: نحن إلى مكان تصفه بهذه الصفة. قال: الوطن الوطن. فاشترى له ألف شاة وأعطاه عشرين ألف درهم ورده إلى وطنه.
ومما قيل فيمن كره الغربة قال ابن أبي السرج: قرأت على حائط خانٍ بالأهواز:
إن الغريب ولو يكون ببلدةٍ ... يُجبى إليه خراجها لغريب
وأقل ما يلقى الغريب من الأذى ... أن يُستذلّ وقوله مكذوب
قال: وقرأت على حائط خان بعسكر مكرم من الأهواز:
إن الغريب إذا ينادي موجعاً ... عند الشدائد كان غير مُجاب
فإذا نظرت إلى الغريب فكن به ... متراحماً لتباعد الأحباب
قال: وقرأت على حائط خان ببغداد في الجانب الغربي:
غريب الدار ليس له صديق ... جميع سؤاله كيف الطريق
تعلّق بالسؤال بكل شيءٍ ... كما يتعلق الرجل الغريق
فلا تجزع فكل فتىً ستأتي ... على حالاته سعةٌ وضيق
قال: ووجدت على بابٍ مكتوباً:
عليك سلام الله يا خير منزلٍ ... رحلنا وخلفناك غير ذميم
فإن تكن الأيام فرّقن بيننا ... فما أحدٌ من ريبها بسليم
وأنشد:
أقمنا مكرهين بها فلما ... ألفناها خرجنا مكرهينا
وما حب البلاد بنا ولكن ... أمرُّ العيش فرقة من هوينا
ولآخر:
أقمت بأرضكم بالكره مني ... فلما طاب لي فيها المقيل
وأوطنت البلاد وحنّ قلبي ... بغزلانٍ بها أزف الرحيل
ولآخر:
وإن اغتراب المرء من غير فاقةٍ ... ولا حاجةٍ يسمو لها لعجيب
فحسب الفتى بخساً وإن أدرك الغنى ... ونال ثراءً أن يقال غريب
ولآخر:
أيّ سرورٍ لعيش مغتربٍ ... فردٍ وحيدٍ نأى عن الوطن
لا تطمع النفس في هواه ولا ... يكحل عيناً بمنظرٍ حسن
ولآخر:
سل الله الإياب من المغيب ... فكم قد ردّ مثلك من غريب
وسل الحزن عنك بحسن ظنٍّ ... ولا تيأس من الفرج القريب
ولآخر:
تصبّر ولا تعجل وُقيت من الردى ... لعل إياب الظاعنين قريب
فقلت وفي قلبي جوىً لفراقها ... ألا لا تعزّيني فلست أُجيب
أعاذل حبي للغريب سجيةٌ ... وكلُّ غريبٍ للغريب حبيب
لئن قلت لم أجزع من البين إن مضوا ... لطيّتهم إني إذاً لكذوب
بلى غُبَّرات الشوق أضرمت الحشا ... ففاضت لها من مقلتيّ غروب
ولآخر:
إذا اغترب الكريم رأى أموراً ... محجلةً يشيب لها الوليد
قال أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي البغل: أنشد أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب:
ما كنتُ أحسب أن يكو ... ن كذا تفرقنا سريعا
بخل الزمان عليّ أن ... نبقى كما كنّا جميعا
فأحلّني في بلدةٍ ... وأحلّك البلد الشسيعا
قد كنت أنتظر الوصا ... ل فصرت أنتظر الرجوعا
ولآخر:
إلفان كانا لهذا الحب قد خلقا ... داما عليه فتمّ الوصل واتفقا
كنا كغصنين في عودٍ فغالهما ... ريب الزمان وصرف الدهر فافترقا
فاصفرّ عودهما من بعد خضرته ... وأسقط البين من عوديهما الورقا
ولآخر:
أتظعنُ والذي تهوى مقيم ... لعمرك إن ذا خطبٌ عظيم
إذا ما كنت للحدثان عوناً ... عليك وللفراق فمن تلوم
ولآخر:
لقد شفّني أني أدور ببلدةٍ ... أخلايَ منها نازحون بعيد
أُقلّبُ طرفي في البلاد فلا أرى ... وجوه أخلاي الذين أريد
ولآخر:
قف بالمنازل وقفة المشتاق ... واسفح بها من دمعك المهراق
لا تبخلنّ على الديار بأدمعٍ ... يجرين بين محاجرٍ ومآقي
تلك الديار كما عهدت عميرةٌ ... لكنها صفرٌ من الطرّاق

نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست