responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 109
أصيخا لداعي حبّ ليلى فيمِّما ... صدور المطايا نحوها فتسمعا
خليلي إن ليلى أقامت فإنني ... مقيمٌ وإن بانت فبِينا بنا معا
وإن انثنت ليلى بربعٍ يحوزها ... قعيدكما بالله أن تتزعزعا
فقال: والله لأغنينكم الليلة! ثم قال للمغيرة: هل لك من حاجة؟ فإنه بلغني أنك بعت جاريتك في دين كان عليك. قال: والله يا أمير المؤمنين لقد فعلت ذلك. قال: فلأردنها عليك، فأجاز ثلاثة منهم بعشرة آلاف دينار إلا ابن لؤلؤ الرطب فإنه سار معه، فمرّ بدار فقال: لمن هذه الدار؟ فقال: للأحوص الذي يقول:
يا بيت عاتكة الذي أتعزّل ... حذر العدى وبه الفؤاد موكل
وأراك تفعل ما هويت وبعضهم ... مدق الحديث يقول ما لا يفعل
فقال: عزّ عليّ لم تأخذ شيئاً، ثم قال للربيع: اعتق ما تملك إن لم تعطه أنت عشرة آلاف دينار وأنا عشرة آلاف دينار، فقبضها وخرج.
قال: ودخل ابن الخياط على المهدي فمدحه فأمر له بخمسين ألف درهم، فلما قبضها فرقها بين الناس وأنشأ يقول:
لمست بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فبددت ما عندي
فأعطاه لكل درهم ديناراً.
قال: ودخل سلم بن عمرو الخاسر على المهدي فقال:
أليس أحق الناس أن يدرك الغنى ... مرجّي أمير المؤمنين وسائله
لقد بسط المهدي عدلاً ونائلاً ... كأنهما عدل النبي ونائله
فقال: أما ما ذكرت يا سلم من الجود فوالله ما تعدل الدنيا عندي خاتمي هذا، وأما العدل فإنه لا يقاس برسول الله، صلى الله عليه وسلم، أحد وإني لأتحراه جهدي، ثم أمر له بعشرة آلاف درهم وعشرة أثواب، ثم وفد عليه في السنة الثانية فأنشده:
إن الخلافة لم تكن بخلافة ... حتى استقرت في بني العباس
شدّت مناكب ملكهم بخليفةٍ ... كالدهر يخلط لينه بشماس
فأمر له بعشرين ألف درهم وعشرين ثوباً، فلما كان في العام الثالث وفد عليه فأنشده:
أفنى سؤال السائلين بجوده ... ملِكٌ مواهبه تروح وتغتدي
هذا الخليفة جوده ونواله ... نفد السؤال وجوده لم ينفد
فأمر له بثلاثين ألف درهم وثلاثين ثوباً.
وعن أحمد بن بكر الباهلي قال: حدثني حاجب المهدي قال: قال لي المهدي يوماً نصف النهار: اخرج وانظر من بالباب. فخرجت فإذا بشيخ واقف، فقلت: ألك حاجة؟ فقال: ما يمكن أن أخبر بحاجتي أحداً غير أمير المؤمنين، فتركته ودخلت على المهدي، فقال لي: اخرج فانظر من بالباب، فخرجت فإذا الشيخ، فقلت: إن كان لك حاجة فاذكرها. قال: لا أذكرها إلا لأمير المؤمنين. ففعل هذا مرات، فقال المهدي: انظر من بالباب. فقلت: شيخ قد سألني غير دفعة عن حاجة فقال: ما يمكن أن أخبر بحاجتي أحداً دون أمير المؤمنين، فقلت: أيدخل؟ قال: نعم ومره بتخفيف، فخرجت وقلت له: ادخل وخفف. فدخل وسلم بالخلافة ثم قال: يا أمير المؤمنين إنا قد أُمرنا بالتخفيف:
فإن شئت خففنا فكنا كريشةٍ ... متى تلقها الأنفاس في الجو تذهب
وإن شئت ثقّلنا فكنا كصخرةٍ ... متى تلقها في حومة البحر ترسب
وإن شئت سلمنا فكنا كراكبٍ ... متى يقض حقاً من سلامك يعزب
فضحك المهدي وقال: بل تكرم وتقضى حاجتك. فقضى حاجته ووصله بعشرة آلاف درهم.

نام کتاب : المحاسن والمساوئ نویسنده : البيهقي، إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست