نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 4 صفحه : 21
ولم يملك الآسون دفعأً لمهجة ... عليها لأشراك المنون رقيب
قصمت جناحي بعد ما هد منكبي ... أخوك، فرأسي قد علاه مشيب
فأصبحت في الهلاك إلا حشاشة ... تذاب بنار الحزن فهي تذوب
توليتما في حقبة فتركتما ... صدى يتولى تارة ويثوب
فلا ميت إلا دون رزئك رزؤه ... ولو فتتت حزناً عليه قلوب
وإني وإن قدمت قبلي لعالم ... بأني وإن أبطأت منك قريب
وإن صباحاً نلتقي في مسائه ... صباح إلى قلبي الغداة حبيب
وقال أبو عبد الرحمن العتبي، وتتابع له بنون:
كل لساني عن وصف ما أجد ... وذقت ثكلا ما ذاقه أحد
وأوطنت حرقة حشاي فقد ... ذاب عليها الفؤاد والكبد
ما عالج الحزن والحرارة في ... الأحشاء من لم يمت له ولد
فجعت باثنين ليس بينهما ... إلا ليال ليست لها عدد
فكل حزن يبلى على قدم الد ... هر وحزني يجده الأبد
وذكر بعض الرواة أن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وكان عاملاً لعلي بن أبي طالب على اليمن، فشخص إلى علي، واستخلف على اليمن عمرو بن أركة الثقفي، فوجه معاوية إلى اليمن ونواحيها بسر بن أرطاة، أحد بني عامر ابن لؤي، فقتل عمرو بن أراكة، فجزع عليه عبد الله أخوه جزعاً شديداً، فقال أبوه:
لعمري لئن أتبعت عينيك ما مضى ... به الدهر أو ساق الحمام إلى القبر
لتستنفدن ماء الشؤون بأسره ... ولو كنت تمهرين من ثبج البحر
نام کتاب : الكامل في اللغة والأدب نویسنده : المبرد، محمد بن يزيد جلد : 4 صفحه : 21