نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 284
فأتى بكل مثل في ربع بيت، ثم جعل الربع الآخر زيادة في شرح معنى ما قبله. وكذلك قول النابغة الذبياني:
الرفق يمن، والأناة سلامة ... فاستأن في رفق تلاق نجاحا
فجاء بثلاثة أمثال إلا أنها مداخلة لم تسلم سلامة ما قبلها من كلام زهير.
وقال ابن عبد القدوس:
كل آت لا بد آت، وذو الجه ... ل معنى، والغم والحزن فضل
فأتى بثلاثة أمثال مداخلة الوزن أيضاً، وكان قول ضابئ بن الحارث:
وفي الشك تفريط، وفي الحزم قوة، ... ويخطئ في الحدس الفتى ويصيب
أحسن تعديلاً في القسمة؛ لأن شطره الأول مشتمل على مثلين، وشطره الثاني مشتمل على مثل قائم بنفسه. وقال عبد الله بن المعتز:
والعيش هر، والموت مر ... مستكره، والمنى ضلال
والحرص ذل، والبخل فقد ... وآفة النائل المطال
ففي البيت الأول ثلاثة أمثال في أحدها احتياج، وفي البيت الثاني ثلاثة أمثال لا احتاج فيها على حذو ما أتى به ضابئ، ولم أر بيتاً فيه أربعة أمثال كل واحد منها قائم بنفسه إلا قليلاً، أنشد الأصمعي:
فالهم فضل، وطول العيش منقطع، ... والرزق آتٍ، وروح الله منتظر
وقال أبو الطيب وحكم عليه الوزن أيضاً:
والمرء يأمل، والحياة شهية، ... والشيب أوقر، والشبيبة أنزق
فأتى بمثلين في كل قسيم، وصنعت أنا:
كل إلى أجلٍ، والدهر ذو دول ... والحرص مخيبة، والرزق مقسوم
وأقل من ذلك ما كان فيه خمسة أمثال، ولا أعرف منه في حفظي إلا بيتاً
نام کتاب : العمدة في محاسن الشعر وآدابه نویسنده : القيرواني، ابن رشيق جلد : 1 صفحه : 284