نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 75
ومن ذلك عدّة توجيهات في بعض الأسماء قلتها مقرضاً على الكتاب الموسوم بالروض الخميل فيما قيل من النظم والنثر في بني جميل وهم أجلّ قوم أمجاد من أكابر أهل بغداد، فنثرت هذه الفصول ونظمت معها أبياتها الباهرة الفائقة بمحاسنها الوافرة، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الروض الخميل، المتضوّع في نشر ذكر آل الجميل، تزهو به كلّ زهرة، ما زهى مثلها على صفحتي نهر المجرّة، وتتمنّى رعي نرجسه الغزالة، ويودّ المشتري أن يبتاع حلّة وشيه بالنثرة، وأنّى له.
روض بدا بين الأنام زاهراً ... لسحب جود بالندى تدبّجه
فزهرة نعوت أخلاقهم ... ووصف طيب الأصل منهم أرجه
كأنّما نثرت فيه، أو نظمت سلك قوافيه، كلّ حبّة قلب فهو إلى كلّ قلب محبّب، فما دمية القصر بين الأتراب، تنشد الأغاني في مغاني منازل الأحباب وتعاطي نداماها السلافة ممزوجة لهم بالغيث الذي انسجم، مشفوعةً لهم بمستظرف النغم، ولا يتيمة الدهر مجلوةً في المعاهد، حاليةً بدرر الفوائد وغرر القلائد، بأزهى من أوانس فقره، وأبهى من عرائس أشطره، ولعمري إنّه ليجب على من هو مسلم إذا نظر فيه أن يكون صريع غوانيه فينشىء مطرياً، وينشد معجباً:
هذا كتاب أم حديقة روضة ... تنتزّه الأحداق في أورادها
وتودّ لو شرت العيون بياضه ... وسواده ببياضها وسوادها
نظمت به غرر الكلام مصاقع ... روح الفصاحة قام في أجسادها
غرراً بدت كالشهب إلاّ أنّها ... بزغت بليل من سواد مدادها
لو شنّف الشادي الحمام بها إذاً ... خلعت له الأطواق من أجيادها
يهوى فؤاد المرء يغدو مسمعا ... ليحوز حظّ السمع من إنشادها
لفظ أرقُّ من الصبا وفخامةً ... معناه تحسب قدّ من أطوادها
دع ما يزخرفه الربيع وإن زهت ... أزهاره بين الربا ووهادها
وتصفّح الروض الخميل رغبةً ... لتراه تنسى العين طيب رقادها
تحظى بكلّ طريفة من حسنها ... غدت العقول العشر من روّادها
ويعدّ من آل الجميل مناقباً ... تهوى النجوم تكون من أعدادها
وممّا جاء من التوجيه في قواعد الفقه، قول القاضي شرف الدين المقدسي وتلطّف ما شاء:
أحجج إلى الزهر لنحظى به ... وارم جمار الهمّ مستنفرا
من لم يطف بالزهر في وقته ... من قبل أن يحلق قد قصّرا
وقال آخر:
كم ليلة فيها وصلنا السرى ... لا نعرف الغمض ولا نستريح
واختلف الأصحاب ماذا الذي ... يزيل من شكواهم أو يريح
فقيل تعريسهم ساعةً ... وقيل بل ذكراك وهو الصحيح
ومن التوجيه في الحديث، قول ابن جابر الأندلسي:
قالت أعندك من أهل الهوى خبر ... فقلت إنّي بذاك العلم معروف
مسلسل الدمع من عينيَّ مرسلة ... على مدبج ذاك الخدّ موقوف
وقوله أيضاً:
عارضوا مرسل الظلام بنقل ... مسند عن حسان تلك الفروع
عدلوا في رواية الحب جفني ... مع جرح الدموع عند الهموع
عنعنوا نقل لوعتي عن دموعي ... عن جفوني عن قلبي الموجوع
وقول الشيخ عبد علي الحويزي:
بحبّك آحاد الهموم تواترت ... عَلَيّ فدمعي مستفيض بها انهمر
يسلسل في خدّي مراسيله التي ... يضعّفها الشوق الذي صحّح الخبر
ومن التوجيه في أسماء السور، قول السراج الورّاق:
كلّ قلب عَلَيّ كالصخر ملآن ... وهيهات أن تلين الصخور
مغلق الباب ما تلا سورة الفتح ... وقافٌ من دونه والطور
وقول أبي الحسين الجزّار:
أشكو لعدلك جور دهر جائر ... فضلّت به فضلائه الجهّال
منعت به عقلاؤه إذ قسّمت ... بالجور في أنعامه الأنفال
وقول المولى الفاضل علي بن مليك:
ألا يا بني الروم القتال فدونكم ... فإنّا تدرّعنا الحديد إلى الحشر
ولا زال آي الفتح تتلوا رماحنا ... وأسيافنا نتلوا بها سورة النصر
ولصاحب المعاهد:
واقعةٌ قد صار منها تغابن ... على الروم لا ينفكّ أو يحصل الحشر
لقد سمعوا وقع الحديد فلا ترى ... لهم همّة نحو القتال ولا كرّ
وم التوجيه في الحكمة، قول الشيخ عبد علي الحويزي:
أثبتَّ بالوصل الرقاد لناظري ... وشفّعت ذاك له بهجر زائد
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 75