نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 192
وقبّة المجد قد مالت ولا عجب ... فإنَّ أثبت أركان العلى انهدما
فلينتظم مأتماً عمر الزمان لمن ... بالصالحات جميعاً عمره انتظما
ولتحتلب عينها الدنيا لمن يده ... كانت حلوبة جود تقتل الأزما
وكيف تسئم من دمع تتابعه ... ومن متابعة النعماء ما سئما
في الكفّ ما زرعت حسن الرجاء له ... إلاّ وأمطرها من كفّه كرما
يا آخذاً كلّ قلبي في ملامته ... دع الملام وشاطرني الدموع دما
واقرع بلومك سمع الدهر حيث أتى ... برنّة تركته يشتكي الصمما
طويت من يستظلّ المعدمون به ... فليت يا دهر قسراً ظلّك انهدما
هل يعلم الزمن الغدّار لا علما ... ماذا به هجم المقدار لا هجما
فأيُّ رزء يايّ الناس يكبر في ... صدر الأنام سوى هذا الذي دهما
أفي ذوي الحلم فالثاوي زعيمهم ... أم في بني فالعلم الثاوي أبوالعلما
أم في الأنام جميعاً فالذي افتقدوا ... هو الذي جمعت أبراده الأُمما
بل كلّ ميّت له ثلم بحوزته ... لكنَّ في موته الإسلام قد ثلما
قام النعيُّ على دار السلام له ... فقلت بعدك ليت الكون لا سلما
مازال بشرك بالعافين ملتمعاً ... حتّى تحوَّل في أحشائهم ضرما
وإن بكتك فلا منٌّ عليك لها ... بمآء جودك جاري جفنه انسجما
هذي الدموع بقايا ماء عيشهم ... من فضل ما كنت توليهم عليك همى
إن لم تفظ بك عن وجد نفوسهم ... فسوف بعدك عن قرب تغيض ظما
يا راحلاً ولسان الحال ينشده ... وللمقال لسان بالأسى انعجما
واهاً أباالمصطفى ماذا يقول فمي ... وما البلى منك أبقى للجواب فما
الموت حتم وإن كان المنى لك أن ... تبقى ولو جاوزت أيّامك الهرما
وددت يومك لم يجر القضاء به ... لو كان للوح أن يستوقف القلما
حتّى تفرّج غمّاء الجدوب كما ... فرّجت من قبلها أمثالها غمما
ماذا يراد بأهل الأرض فابتدرت ... دهياء يوشك أن تستأصل النسما
أشاءَ ربّك إرسال العذاب بها ... لما جنوها ذنوباً تهتك العصما
فغيض الماء من أنهارها وطوى ... بالموت شخصك عنها والحيا انعدما
مشت بنعشك أهل الأرض تحمله ... فخفَّ حتّى كأن لم يحملوا علما
وما دروا رفعته من كرامته ... أهل السماء على أكتافها عظما
لم يرفعوا قدماً إلاّ وقد وضعت ... من قبلهم غرُّ أملاك السما قدما
كأنَّ نعشك محمول به ملك ... وخلفه العالم الأعلى قد ازدحما
ساروا به وسماء الدمع ترسلها ... لك النواظر مدراراً ولا سئما
وعبَّ حين التقى ماء العيون على ... أمر نزا منه قلب الدهر واضطرما
فكنت نوحاً وكان الفلك نعشك وال ... طوفان فائر دمع أغرق الأُمما
إن يحملوك على علم فما حملوا ... إلاّ الركانة والأخطار والهمما
أو يدفنوك على علم فما دفنوا ... إلاّ المحاسن والأخلاق والشيما
أو ينفضوا الكفّ من ترب به دفنوا ... ميتاً فتربك بالأفواه قد لثما
كأنّ قبرك فوق الأرض نجم سما ... أو أنّه في ثراه حلَّ نجم سما
يا نازلاً حين لا صوتي يلمُّ به ... عليك أُمّ المعالي جزت اللمما
وقفت بعدك في الزوراء أنشدها ... أين الذي كان للاجين معتصما
وأين من يزهر النادي بطلعته ... للزائرين ويجلو عنهم الغمما
ومن بنى لقرى الأضياف دار علىً ... عمادها الفخر فيه طاولت إرما
ومن تردُّ جميع المشكلات له ... إذا القضيّة أعيى فصلها الحكما
وأين للشتوة الغبراء من كرماً ... ما قطّب العام إلاّ ثغره ابتسما
وأين من كان للعافين يلحفها ... جناح رحمته ما دهرها أزما
لا فرق مابين أقصاها إذاص نسباً ... عنه ومابين أدناها له رحما
وأين من ليتامى الناس كان أباً ... في برّه قد تساوت كلّها قسما
في فقد آبائها لليتم ما عرفت ... لكنّها عرفت في فقدك اليتما
أحببت في الله كتمان الصنيع ولا ... يزداد إلاّ ظهوراً كلّما كتما
من كان يحلف إن لم يعتلق أبداً ... إثمٌ بردك لم يحنث ولا أثما
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 192