نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 190
تخجل المزن إذا ساجلها ... بيد أرطب منهنّ أديما
وتموت الشهب إن قابلها ... بمحيّاً يكشف الليل الهبيما
ليم في الجود ولا جود لمن لا ... يغتدي بين الورى فيه ملوما
وكريم الطبع من لم يتغيّر ... طبعه في عذل من أضحى لئيما
ليس يثني الغيم عذل فمتى ... ينثني من علم الجود الغيوما
همم لو عن مدىً زاحمها ... منكب الدهر لردّته حطيما
عاد مرعي الفضل مخضرّاً به ... وهو لولا جوده كان هشيما
تحمد النّاس فإن جئنا به ... لم نجد أحمدهم إلاّ ذميما
من أُناس ركبوا ظهر العلى ... وجروا في حلبة الفخر قديما
ذهبوا بيض المجالي طيّبي ... عقد الأزر مصاعيباً قروما
وتبقوا من بينهم لعلالهم ... زينةً في نحرها عقد نظيما
كرماء لا تباري كرماً ... حلماء تزن الشمّ حلوما
كم دعتهم للقوافي ألسن ... تركت قلب أعاديهم كليما
يا نجوماً في سما المجد زهت ... ويسرُّ المجد قولي يا نجوما
للعلى أنتم مصابيح كما ... لشياطين العدى كنتم رجوما
قد أقرّ الله منكم أعيناً ... كم لحظتم بالغنا فيها عديما
وحباكم فرحةً تشملكم ... والمحبّين خصوصاً وعموما
ذهب الروع الذي غمَّ وقد ... جائت البشرى التي تنفي الغموما
بالفتى عبد الكريم المجتبى ... وأمين الفضل من طاب أروما
قد لعمري سنن الحج لها ... ما رأت مثلهما أمس مقيما
خيف يدنو منهما الكرب الذي ... لذوي الأحلام ما أبقى حلوما
قلت كلاّ لا أراه أبداً ... منهما يدنو وإن كان عظيما
فهما من أُسرة في برّهم ... يدرؤ الخطب وإن كان جسيما
آل بيت المصطفى حيتكم ... غادة تجلو لكم وجهاً وسيما
أقبلت زهواً تهنّيكم بما ... زاد من يحسد علياكم وجوما
فبقيتم في سرور دائم ... ولكم لا برح السعد نديما
وقال عمّنا المهدي في تهنية الحاج محمّد صالح كبّه وقد عوفي من مرض كان قد عراه:
لصحّة جسمك صحَّ الكرم ... وعنك سرى لعداك السقم
وثغر المعالي غداة انتعشت ... لفرحتها في شفاك ابتسم
ووجه الزمان غدا مشرقاً ... وعنه تجلّت غواشي الظلم
وأيّامه عدن للنّاس بيضا ... بمن زانها بجسام النعم
همام ملي الدهر فخراً علىً ... عطاءً كصوب الحيا المنسجم
به فتح المجد باب الندى ... بعصر به سدَّ باب الكرم
كريم أعاد لهذا الزمان ... شبيبته بعد ما قد هرم
به فرح الدهر إذ لم يجد ... نظيراً له في كرام الأُمم
إذا رمت مدح أبي المصطفى ... لأحصي ما فيه يفنى الكلم
وتبقى معان من اللفظ قد ... خلت وعلى الطرس لم ترتسم
أما من بيان لهذي المعاني ... فعنها لساني عجزاً إرم
وهل حيلة حيث لا حيلة ... لحصر معاني كريم الشيم
فتىً كلّ أعماله حسبما ... به أمر الله باري النسم
له الله من ناسك في تقاه ... من كلّ مأثمة قد عصم
ويأخذه فزع التائبين ... ولم يك مثلهم قد أثم
فيحسبه من يراه سقيما ... وما فيه سقم ولا من ألم
وإنَّ معائب أفعاله ... محاسن أفعال أهل الشيم
وما مرَّ يوم من الدهر إلاّ ... بأعماله الصالحات انتظم
فذا نجم خلّص أهل التقى ... بعصر خلا منهم قد نجم
وجاء بآخر هذا الزمان ... بمالم يجيئوا به في القدم
ومن بعد نسّاكه الصالحين ... صدع الهداية فيه التئم
طليق المحيّا إذا وفده ... على باب بيت علاه ازدحم
فيلقاه مستبشراً ضاحكاً ... وتغمره كفّه بالنعم
فما هو إلاّ حياً للندى ... بتسكابه فاضح للديم
وبدر علىً يتجلّى به ... ظلام الخطوب إذا ماادلهَم
سما لعلىً دون إدراكها ... قد انقطعت عاليات الهمم
وقام بأعباء مجد سواه ... من الماجدين بها لم يقم
الفصل الثالث في الرثاء
نام کتاب : العقد المفصل نویسنده : الحلي، حيدر جلد : 1 صفحه : 190