حنّت قلوصى إلى بابوسها جزعا ... فما حنينك أم ما أنت والذّكر [1]
وفى بيت آخر يذكر فيه البقرة:
وبنّس عنها فرقد خصر [2]
أى تأخّر، ولا يعرف «التّبنيس» .
وقال:
وتقنّع الحرباء أرنته ... متشاوسا لوريده نقر
قال: «الأرنة» ما لفّ على الرأس، ولا يعرف ذلك فى غيره شعره [3] .
615* وقالوا: هو أكثر بيت آفات، قال:
تمشّى بأكناف البليخ نساؤنا ... أرامل يستطعمن بالكف والفم [4]
نقائذ برسام وحمّى وحصبة ... وجوع وطاعون ونقر ومغرم [5]
[1] رواية الفائق 1: 56 كرواية المؤلف وفسر البابوسى بأنه الرضيع. والبيت فى اللسان 7: 321 وفيه «طربا» بدل «جزعا» وفى س ف «فزعا» .
[2] من بيت فى الأغانى 13: 138 وهو محرف هناك وذكر فى اللسان 7: 329 مع آخر. وقال: «قال ابن سيده: قال ابن جنى: قوله بنس عنها: إنما هو من النوم، غير أنه إنما يقال للبقرة، قال: ولا أعلم هذا القول عن غير ابن جنى، قال: وقال الأصمعى: هى أحد الألفاظ التى انفرد بها ابن أحمر، قال: ولم يسند أبو زيد هذين البيتين، ولا هما أيضا فى ديوانه، ولا أنشدهما الأصمعى فيما أنشده له من الأبيات التى أورد فيها كلماته، قال: وينبغى أن يكون ذلك شىء جاء به غير ابن أحمر تابعا له فيه ومتقبلا أثره، هذا أوفق من قول الأصمعى أنه لم يأت به غيره. وقال شمر: لم أسمع بنس إذا تأخر إلا لابن أحمر» . والبيتان اللذان أنكرهما ابن سيده مذكوران فى القصيدة فى الجمهرة. [3] البيت ليس فى قصيدة الجمهرة. وفى اللسان 16: 153: «الجوهرى: وأرنة الحرباء بالضم: موضعه من العود إذا انتصب عليه. وأنشد بيت ابن أحمر ... وكنى بالأرنة عن السراب لأنه أبيض. ويروى أربته بالباء، وأربته قلادته، وأراد سلخه، لأن الحرباء يسلخ كما يسلخ الحية، فإذا سلخ بقى فى عنقه منه شىء كأنه قلادة، وقيل: الأرنة ما لف على الرأس» .
[4] البليخ: اسم نهر بالرقة.
[5] النقائذ: جمع نقيذ أو نقيذه، وأصلها من الخيل ما أنقذته من العدو وأخذته منهم.