قتلنا بقتلانا من القوم عصبة ... كراما، ولم نأكل بهم حشف النّخل
ولولا الأسى ما عشت فى الناس ساعة ... ولكن إذا ما شئت ساعدنى مثلى)
492* وكان زيد الخيل أخذ فرسا لكعب بن زهير، فقال كعب بن زهير [1] :
لقد نال زيد الخيل مال أخيكم ... فأصبح زيد بعد فقر قد اقتنى
فأجابه زيد الخيل:
أفى كلّ عام مأتم تبعثونه ... على محمر عود أثيب وما رضى [2]
تقول: أرى زيدا وقد كان مصرما ... أراه لعمرى قد تموّل واقتنى
وذاك عطاء الله فى كلّ غارة ... مشمّرة يوما إذا قلّص الخصى [3]
فلولا زهير أن أكدّر نعمة ... لقاذعت كعبا ما بقيت وما بقا [4]
493* ومن خبيث الهجاء قول زيد الخيل:
فخيبة من يغير على غنىّ ... وباهلة بن أعصر والرّكاب
وأدّى الغنم من أدّى قشيرا ... ومن كانت له أسرى كلاب [1] القصة مفصلة فى ذيل الأمالى 3: 23- 24 وذيل اللآلى 13- 14 وشواهد المغنى 165- 166 والخزانة 4: 148- 152 وعندهم أبيات زيد، وفى الخزانة أبيات كعب أيضا، وأبيات زيد رواها كذلك أبو زيد فى النوادر 80- 81 وهى 8 أبيات فى بعض الروايات و 9 فى بعضها الآخر.
[2] المأتم: مجتمع الرجال أو النساء فى حزن أو فرح، ثم خص به اجتماع النساء للموت، والمراد هنا الحزن. تبعثونه: تهيجونه وتحركونه، وفى ب د «تجمعونه» وهو موافق لرواية النوادر. المحمر، بكسر الميم الأولى وسكون الحاء وفتح الميم الثانية: الفرس اللئيم يشبه الحمار فى جريه من بطئه. العود: المسن. أثيب؛ جعل لنا ثوابا أى: جزاء.
رضى: فعل مبنى للمجهول من الرضا، على لغة طيىء، يكرهون مجىء الياء المتحركة بعد الكسرة فيفتحون ما قبلها لتنقلب إلى الألف لخفتها، وسيأتى فى البيت الرابع «بقيت» و «بقا» بفتح القاف فيهما، على هذه اللغة. وستأتى إشارة أخرى إلى هذه اللغة 227 ل والبيت فى اللسان 14: 269.
[3] مشمرة: من التشمير وهو الجد والاجتهاد، وأصله تشمير الإزار. قلص: فى الخزانة أنه يروى «بتخفيف اللام وتشديدها، بمعنى انضمت وانزوت، وتقلص الخصى يكون عند الرعب والفزع» .
[4] قاذعت: من القذع، وهو الخنى والفحش.