لها حجل قرّعت من رءوسه ... لها فوقه ممّا تحلّب واشل [1]
أخذه النابغة الجعدىّ فقال:
لها حجل قرع الرّؤوس تحلّبت ... على هامة بالصّيف حتّى تموّرا [2]
يعنى بالحجل: أولادها الصغار.
483* قال أبو محمّد: قال لى شيخ من أصحاب اللغة: اجتمعت الرواة على خطإ فى بيت لبيد، وهو قوله:
من كلّ محفوف يظلّ عصيّه ... زوج عليه كلّة وقرامها
وقال: المحفوف: الهودج، والزّوج: النّمط، فكيف يظلّ النمط، وهو أسفل، العصىّ، وهى فوق؟ وإنّما كان ينبغى أن يرووه «من كلّ محفوف يظلّ عصيّه زوجا» ثم يرجع إلى المحفوف فيقول «عليه كلّة وقرامها [3] » قال أبو محمّد: ولا أرى هذا إلّا غلطا منه، ولم تكن الرواة لتجتمع على هذه الرواية إلّا بأخذ عن العرب، وأراهم كانوا يلقون أيضا النمط فوق الأعواد ويلقونه
[1] الحجل: طائر، وأراد به هنا صغار الإبل وأولادها. قرعت الحلوبة رأس فصيلها: إذا كانت كثيرة اللبن فإذا رضع الفصيل خلفا قطر اللبن من الخلف الآخر على رأسه فقرع رأسه. واشل: يقطر منه الماء، والوشل، بفتح الشين: الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة يقطر منه قليلا قليلا، لا يتصل قطره. وفى اللسان أنه «يصف الإبل بكثرة اللبن وأن رءوس أولادها صارت قرعا، أى صلعا، لكثرة ما يسيل عليها من لبنها وتتحلب أمهاتها عليها» . والبيت فيه 10: 135 و 13: 152 وكذلك بيت الجعدى الآتى.
[2] تمور: تحرك وجاء وذهب كما تتكفأ النخلة. [3] المحفوف: أراد به الهودج قد حف بالثياب. النمط: ظهارة الفراش، قال أبو منصور:
«والنمط عند العرب والزوج: ضروب الثياب المصبغة، ولا يكادون يقولون نمط ولا زوج إلا لما كان ذا لون من حمرة أو خضرة أو صفرة، فأما البياض فلا يقال نمط» .
الكلة، بكسر الكاف: الستر الرقيق يخاط كالبيت يتوقى به من البعوض. القرام، بكسر القاف: الستر. والبيت من المعلقة شرح التبريزى 131، وهو فى اللسان 3:
118 و 14: 116 و 15: 374.