تغيَّرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبرٌّ قبيحُ
تغيَّر كلّ ذي طعمٍ ولونٍ ... وقلَّ بشاشةَ الوجه المليحُ
فأجابه إبليس لعنه الله:
تنحّ عن البلادِ وساكنيها ... ففي الخلدِ ضاقَ بك الفسيح
وكنتَ بها وزوجكَ في رجاءٍ ... وكنتَ من أذَى الدُّنيا مريح
فما انفكَّت مكايَدَتي ومكري ... إلى أنْ فاتَكَ الثَّمن الرَّبيح
قال: بكت الجنّ على عمر ثلاثة أيام يسمع النَّاس أصواتهنّ في طرقات المدينة وقالت:
ليبكي على الإسلامِ مننْ كانَ باكياً ... فقد أوشكوا هلكاً وما قدم العهدِ
وأدبرتِ الدُّنيا وأدبَرَ أهلُها ... وقدْ ملَّها من كانَ يؤمن بالوعدِ
ونظر رجلٌ فإذا هاتفٌ يقول:
كذاكَ الزَّمان وتكراره ... ومرّ اللَّيالي وطول القدم
يشيب الصَّغير ويفني الكبير ... وينأى الشَّباب ويبدي الهرم
الباب المائة وهو الخاتمة
ذكر
ما جاء في الأراجيز من المختار مفرداً على جملة الأشعار
عن البراء بن عازب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوم حفر الخندق ينقل معنا التّراب وهو يقول:
والله لولا اللهُ ما اهْتَدَينا ... ولا تَصَدَّقنا ولا صلَّينا
فأنزِلَنْ سكينةً علينا ... وثبِّتِ الأقدامَ إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
عن رجاء قال: قلت للبراء: يا أبا عمارة أوليتم عن النَّبيّ صلى الله عليه وآله يوم حُنين. قال: أما أنا فاشهد أن رسول الله صلى الله عليه لم يتول يومئذٍ ولكن هوازن لما رشقتنا بالنبل ولى سرعان النَّاس ولقد سمعته يقول:
أنا النَّبيّ لا كَذِبْ ... أنا ابنُ عبد المطَّلبْ
الأسود بن قيس قال: سمعت جندباً قال: بينا رسول الله عليه السلام يمشي إذ أُصيب إصبعه فدميت:
هلْ أنتِ إلاَّ إصبعٌ دميتِ ... وفي سبيلِ الله ما لقيت
وقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه قال: قال حسان:
هجوت محمَّداً برّاً تقيّاً ... رسول الله شيمتُه الوفاءُ
فإنْ أعرضتُمُ عنَّا اعْتمرنا ... وكانَ الفتح وانكشفَ الغطاءُ
وإلاَّ فاصبروا لجلاد يومٍ ... يُعِزُّ الله فيهِ منْ يشاءُ
ومنْ يهجو رسول الله منكم ... ويمدح وينصره سواءُ
أتهجوهُ ولستَ له بكُفْؤٍ ... فشرّكما لخيركما الفِداءُ
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " إن من الشِّعر لحكماً وإنَّ من البيان لسحراً ".
هذا آخر الكتاب والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه أجمعين سيدنا وسيد الأوَّلين والآخرين محمَّد النَّبيّ وآله الطَّاهرين.
وافق فراغه يوم الثلاثاء خامس عشر شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.