responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 239
مات الفرزدق بعدما جدَّعتُهُ ... ليت الفرزدق كانَ عاشَ قليلا
ثمَّ قال: والله لا أزيد عليه شيئاً. فأنشأ يقول:
فُجعنا بحمال الديات ابن غالبٍ ... وحامي تميمٍ عِرضَها والمُراجمِ
بكيناك حِدثان الفراقِ وإنَّما ... بكيناكَ إذْ نابتْ أمور العظائمِ
فلا حمَلَتْ بعد الفرزدق حاملٌ ... ولا شُدَّ أنساعُ المطيّ الرَّواسمِ
وقال أيضاً:
فلا حمَلَتْ بعد الفرزدق حُرَّةٌ ... ولا ذاتُ بعلٍ من نفاس تعلَّتِ
هو الواحد المحمود والرَّاتق الَّذي ... إذا النَّعلُ يوماً بالعشيرةِ زلَّتِ
ثمَّ قال: إنَّه والله ما تصاول فحلان فمات أحدهما إلاَّ كان الآخر سريع اللحاق، فما لبث جرير إلاَّ يسيراً حتَّى هلك.
وبلغني أن خالد بن عبد الله القسري عرض سجنه فعرض عليه يزيد البلخي فقال له: يزيد. قال: لبيك أيها الأمير، قال: محبوسٌ أنت. قال: نعم. قال: في أي شيء؟ قال: في تهمة. قال: تعود إلى ما اتهمت به إن أطلقتك؟ قال: لا فأطلقه، وكان عاشقاً لجارية من جواري الحيّ. فأخذوه أولياء الجارية ليلاً فقدموه إلى خالد وقالوا: سارق. فقال: أسرقت يا يزيد وبالأمس أطلقتك؟ قال: نعم أيها الأمير، وكره أن يصرح بالقصة فتفضح صاحبته وينالها أهلها ببعض ما تكره، فقال خالد لأولياء الجارية: أحضروا رجال الحيّ حتَّى تقطع يده بحضرتهم. فكتب أخو يزيد إلى خالد شعراً:
أخالدَ قد والله وطِّئتَ غَشوةً ... وما العاشق المسكين فينا بسارقِ
أقرَّ بما لم يأته العبد إنَّه ... رأى القطيع خيراً من فضيحة عاتقِ
ولولا الَّذي قد خفت من قطع كفِّه ... لألفيت في أمرِ الهَوَى غير ناطقِ
إذا بدت الغايات في السّبق للعلى ... فأنت ابن عبد الله أوَّل سابقِ
وبعث بالكتاب إلى خالد، فلما قرأ الأبيات أحضر أولياء الجارية فقال: زوّجوا يزيداً فتاتكم. قالوا: ظهر عليه ما ظهر فلا. فقال: لتزوجونه طائعين أوْ كارهين. فزوجوه ونفذ خالد المهر من عنده وجمع بينهما.
الباب الثامن والتسعون
ذكر
ما للنساء من المختار في جميع صنوف الأشعار
أنشدني بعض أهل الأدب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليهما:
قد كنتُ ذات حميّةٍ ما عشتَ لي ... أمشي البراحَ وأنتَ كنت جناحي
فاليوم أخضعُ للضعيفِ وأتقي ... منه وأدفعُ ظالمي بالراحِ
وإذا دعت قمريَّة شجناً لها ... ليلاً علَى فننٍ بكيت صباحي
وأنشدني أيضاً لها صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها:
قد كانَ بعدَكَ أنباءٌ وهَنْبَثَةٌ ... لو كنتَ شاهدَها لم تكثرِ الخُطَبُ
إنَّا فقدناكَ فقدَ الأرض وابلَها ... فاحتل لقومك فأشهدهم ولا تغب
أبدى رجال لنا فحوَى صدورهم ... لما حجبت وحالتْ دونك الكثبُ
تجهمتنا رجالٌ فاستخفَّ بنا ... مذْ غبت عنَّا وكلّ الخير قد غصبوا
سيعلم المتولّي ظلم حامينا ... يوم القيامة أنِّي كيف أنقلبُ
وقالت أسماء بنت أبي بكر في قتل ابنها عبد الله بن الزبير:
ليس لله محرمٌ بعد قومٍ ... قتلوا بين زمزمٍ والمقامِ
قتلتهم جفاة عل ولحم ... وصلا وحميرٍ وجذامِ
وتزوج رجل من همدان ابنة عمٍّ له، فلم يلبث أن ضرب عليه التعب إلى أذربيجان فأصاب بها خيراً، فاستعاد بها جارية وفرساً، فسمَّى الفرس الورد والجارية حبابة ثمَّ قفل، فأتاه ابن عم له فقال: ما يمنعك من القفول؟ فقال: أخشى ابنة عمي أن تحول بيني وبين هذه الجارية وقد هويتها، وأنشأ يقول:
ألا لا أُبالي اليوم ما فعلتْ هندُ ... إذا بقيت عندي حبابة والورد
شديد نياط المنكبين إذا جرَى ... وبيضاء مثل الرِّيم زيَّنها العقد
فهذا لأيَّام الهياج وهذه ... بموضع حاجاتي إذا انصرف الجند
فبلغها الشعر فكتبت إليه:
لعمري لئن شطَّت بعثمان داره ... وأضحَى غنيّاً بالحبابة والوردِ
ألا فأقره منَّا السَّلام وقلْ لهُ ... غنينا بفتان غطارفة مردِ
إذا شاءَ منهم ناشئ مدَّ كفَّه ... إلى كفلٍ ريَّان لو كعثب نهدِ
إذا رجع الجند الَّذي أنتَ فيهم ... وزادكَ ربّ النَّاس بُعداً علَى بعدِ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست