responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 22
غيرَ أنِّي لو كنتُ أعشقُ نفسي ... لتنغَّصْتُ عِشقها بالرَّقيبِ
فهؤلاءِ الذين قد سامحهم الدَّهر بصحابهم فاستطابوا المقام على حالهم ومن وصل إلى شيءٍ نفسه تقاصرت عليه الأيام وراصدته بمكروهات الشهور والأعوام.
قال جميل بن معمر:
يطولُ اليومُ لا ألقاكِ فيهِ ... وحولٌ نلتقي فيه قصيرُ
وقالوا لا يضرُّكَ نأيُ شهرٍ ... فقلتُ لِصاحبي فلمنْ يضيرُ
وقال آخر:
أقولُ لصاحبي والعيسُ تهوي ... بنا بينَ المُنيفةِ والضِّمارِ
تمتَّعْ من شميمِ عَرارِ نجدٍ ... فما بعدَ العشيَّةِ من عَرارِ
ألا يا حبَّذا نفحاتُ نجدٍ ... وريَّا روضهِ بعدَ القِطارِ
وأهلُكَ إذْ يحلُّ القومُ نجداً ... وأنتَ علَى زمانكَ غيرُ زاري
شهورٌ ينقضينَ وما علمنا ... بأنصافٍ لهنَّ ولا سرارِ
وقال آخر:
لياليَ أعطيتُ الصَّبابةَ مِقْودي ... تمرُّ اللَّيالي والشُّهورُ ولا أدري
مضى لي زمانٌ لو أُخيَّرُ بينها ... وبينَ حياتي خالياً آخر الدَّهرِ
لقلتُ ذروني ساعةً وكلاهما ... علَى غفلةِ الواشينَ ثمَّ اقطعوا عمري
وقال أبو تمام لنفسه:
وفاتنِ الألحاظ والخدِّ ... مُعتدلِ القامةِ والقَدِّ
صيَّرني عبداً لهُ حسنهُ ... والطَّرفُ قد صيَّرهُ عبدي
وقال بعض بني قشير:
لوَ أنَّكَ شاهدتَ الصِّبى يا ابنَ بَوْزلٍ ... بجزعِ الغضا إذْ واجهتنا عياطلُهْ
لأبصرتَ عيشاً بعدَ سخطٍ من النَّوى ... وبعدَ تنائي الدَّارِ حلواً شمائلُهْ
وقال الطائي:
لو كنتَ عندي أمسِ وهو مُعانقي ... ومدامعي تجري علَى خدَّيْهِ
وقدِ ارتوتْ من عبرتي وجناتُهُ ... وتنزَّهتْ شفتايَ في شفتيهِ
لرأيتَ بكَّاءً يهونُ علَى الهوَى ... وتهونُ تخْليَّةُ الدُّموع عليهِ
ورأيتَ أحسنَ من بُكائيَ قولهُ ... هذا الفتَى مُتعنِّتٌ عينيهِ
وقال أيضاً:
ظنُّكَ فيما أُسرُّهُ حكمُ ... أرضى بهِ لي وطرفُكَ الفَهِمُ
فيمَ سُلوِّي وأنتَ بي كَلِفٌ ... ليسَ بهذا تُعاشرُ النِّعَمُ
كيفَ وعيني إليكَ مُسرعةٌ ... فيكَ وقلبي عليكَ مُتَّهمُ
أظهرتُ من لوعةِ الهوَى جزَعاً ... والصَّبرُ إلاَّ عن الهوَى كرمُ
وقال أيضاً:
نِعمُ اللهِ فيكَ لا أسألُ اللَّ ... هَ إليها نُعمَى سِوى أنْ تدُوما
ولَوَ انِّي فعلتُ كنتُ كمنْ تسْ ... ألهُ وهوَ قائمٌ أنْ يقُوما
وقال أيضاً:
أيَّامُنا مصقولةٌ أطرافُها ... بكَ واللَّيالي كلُّها أسحارُ
هِمَمي معلَّقةٌ عليكَ رِقابُها ... معلولةٌ إنَّ الوفاءَ إسارُ
ومودَّتي لكَ لا تُعارُ بلَى إذا ... ما كانَ تأْمُورُ الفؤادِ يُعارُ
والنَّاسُ غيركَ ما تغيّرُ حبوَتِي ... لِفراقهمْ هلْ أنجدُوا أو غارُوا
ولذاكَ شِعرِي فيكَ قدْ سمعُوا بهِ ... سَحرٌ وأشعارِي بهمْ إشعارُ
وقال علي بن محمد العلوي:
مِنْ قِصرِ اللَّيلِ إذا زُرتنِي ... أبكِي وتَبكينَ منَ الطُّولِ
عدوُّ عينيكِ وشانِيهما ... أصبحَ مشغولاً بمشغولِ
وقال أبو عبادة البحتري:
لوتْ بالسَّلامِ بناناً خضيباً ... ولحظاً يشوقُ الفؤادَ الطَّروبا
وزارتْ علَى عجلٍ فاكْتسَى ... لزَوْرتِها أبرقُ الحزنِ طِيبا
فكانَ العبيرُ بها واشياً ... وجرسُ الحليِّ عليها رقِيبا
ولمْ أنسَ ليلَتَنا في العناقِ ... ولفَّ الصِّبا بقَضيبٍ قضيبَا
كما أقبلتِ الرِّيحُ في مرِّها ... فَطوراً خُفوقاً وطوراً هُبوبا
وقال أيضاً:
تأبَى المنازلُ أنْ تُجيبَ ومِنْ جوًى ... يومَ الدِّيارِ دعوتُ غيرَ مُجيبِ
وقِصارِ أيَّامٍ بهِ شرَقَتْ لنا ... حسَناتُها مِنْ كاشحٍ ورقيبِ
سُقيَ الغَضا والنَّازِليهِ وإنْ همُ ... شبُّوهُ بينَ جوانِح وقلوبِ
وله أيضاً:
وأخٌ لبستُ العيشَ أخضرَ ناضراً ... بكريمِ عِشرتهِ وفضلِ إخائهِ
وضياءِ وجهٍ لوْ تأمَّلهُ امرؤٌ ... صادِي الجوانحِ لارْتَوى مِن مائهِ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست