responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 207
كأنَّ قواذفَ التيار منها ... نعاجٌ ترتمين إلى نعاجِ
يشُقُّ الماء كلكلها مُلِحّاً ... علَى سحِّ من الملح الأجاجِ
قال أعرابيّ أغراه الأسود بن بلال في البحر:
أقول وقد راح السفين مُلجَّماً ... وقد بعدت بعد التقرّبِ صورُ
وقد عصفت للموج ريح اضطرابه ... وللبحر من تحت السفين هديرُ
ألا ليت أنِّي والعطاء صعالك ... وحظي حظوظ في الزمام وكورُ
فلله رأيٌ قادني لسفينةٍ ... وأخضر موّار السراب يمورُ
ترى متنه سهلاً إذا الريح أقلعت ... وإن عصفَتْ فالسهل منه وعورُ
فيابن بلالٍ للضلال دعوتني ... وما كان مثلي في الضلال يسيرُ
لئن وقعت رجلاي في الأرض مرة ... وكان لأصحاب السفين كرورُ
وسُلّمت من موج كأن متونه ... حراءٌ بدت أركانه وثبيرُ
ليعرض اسمي عند ذي العرض خلفة ... وذلك إن حاض الإياب يسيرُ
وقال أبو الشيص:
وبحر يحار الطرف فيه قطعتهُ ... بمهنوءةٍ في غير عرّ ولا حربْ
مُقيلةٍ لا تشتكي الأين والوجا ... ولا تشتكي عضَّ النُسوع ولا الدأبْ
يشقُّ حبابَ الماء سُرعةُ جريها ... إذا ما تفرّى عن مناكبها الحبَبْ
إذا اعتلجت والريح في بطن لجةٍ ... رأيت عجاج الموت من خوفها يثبْ
ترامى بها الخُلجانُ من كل جانبٍ ... إلى متن مُغبرِّ المسافة منجذب
قال أحمد بن أبي طاهر:
إلى أبي أحمد أعملتُ راحلتي ... لا تشتكي الأين من حلٍّ ولا رحلِ
تسري بمُلتطم الأمواج تحسبُه ... من هوله جبلاً يعلو علَى جبلِ
كأن راكبها إذْ جدَّ مُرْتحلاً ... بالسير منها مقيمٌ غيرُ مرتحلِ
لجامُها في يد النوتيِّ من دُبُرٍ ... مُقوّم زَيْغُها والميلُ من قُبلِ
ما زال سائقها يجري علَى مهلٍ ... جرياً يفوتُ اجتهادَ الخيل والإبلِ
حتَّى تناهت إلى حيثُ انتهى شرف ... الدُّنيا وأشرف باغيها علَى الأمل
وله أيضاً:
مخضرمة الجنبين صادقة السُّرى ... يُراقب فيها الركب من لا يراقبُهْ
تكادُ نفوسُ القوم تجري بجريها ... إذا غالبت من موجها ما تغالبُه
نصفُّ حُبابَ الماءِ عن جنباتها ... إذا البحر جاشت بالسفين غواربه
قال أبو بكر: هذه بُلغة فيما جاء في الشعر من صفات المراكب والبحار، ولم نمل في ذلك إلى الإطالة لئلا يضيق الباب عما يحتاج إليه وإلى ذكره من صفات المفاوز، لأن شعر العرب بصفات البوادي والقفار أحذق منهم بوصف البحار والسفائن. إذْ بالفلوات يولدون، وفي طرقها يسلكون ثمَّ نحن الآن مبتدئون بإتمام الباب بما يُحضر من صفات البوادي والفلوات يتهيأ ذلك إذا لم نتجاوز العدد الَّذي شرطناه إلاَّ قليلاً من كثير، ومن كان مقصده في هذا الباب التذكرة قنع بالسير.
قال المتلمس الضبعي:
كم دونَ ميَّة من داويّة قَذفٍ ... ومن فلاة بها تُستودعُ العيسُ
ومن ذُرى علمٍ ناءٍ مسافتهُ ... كأنهُ في حَبابِ الماء مَغْموسُ
جاوزتهُ بأمونٍ ذات مَعْجمةٍ ... تنجو بكلكلها والرأسُ معكوسُ
وقال امرؤ القيس:
وداويّة لا يُهتدى لفلاتها ... بعرفان أعلام ولا ضوء كوكبِ
تلافيتها والبومُ يدعو بها الصدى ... وقد أُلبستْ إفراطها ثنيَ غيهبِ
بمجفرةٍ جسرٍ كأن قتودَها ... علَى أبلقِ الكشحين ليس بمغربِ
وله أيضاً:
فدعها وسلِّ الهمَّ عنك بجسرةٍ ... ذمولٍ إذا صام النَّهارُ وهجّرا
تُقطَّعُ غيطاناً كأن متونها ... إذا أظهرت تُكسى مُلاءً منشرا
قال الأعشى:
رُبَّ خرق من دونها يُخرسُ السَّف ... رُ وميلٍ يُفضي إلى أميالِ
وسقاءٍ يوَلي علَى تأقِ المل ... ءِ وسيرٍ ومُستقى أوشالِ
وادّلاجٍ بعد المنام وتهجي ... رٍ وقُفٍّ وسبسب ورمالِ
وقليب آجنٍ كأنَّ من الري ... شِ بأرجائهِ سقوط نِصالِ
قد تعاللتُها علَى نَكظِ المي ... طِ وقد خَبَّ لامعات الآلِ
فوق ديمومةٍ تميّلُ بالسف ... ر قفار إلاَّ من الآجالِ
وإذا ما الضلال خيف وكان ال ... ورَدُ خِمساً يرجونه عن ليالِ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست