responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 165
يود الفَتَى المال الكثير وإنَّما ... لنفس الفَتَى ممَّا ينال نصيبُ
وقال آخر:
لا تكره المكروه عند نزوله ... إنَّ العواقبَ لم تزل متباينة
كم من يدٍ لا يُستقلُّ بشكرها ... لله في ظل المكاره كامنة
وقال آخر يعزي رجلاً عن أبيه:
اصْبر لكلِّ مُصيبةٍ وتجلّدِ ... واعلمْ بأن المرءَ غيرُ مُخلَّدِ
وإذا ذكرتَ محمداً ومصابَه ... فاذكرْ مصابَك بالنبي محمدِ
وبلغني أن رجلاً عزَّى يحيى عن حرمةٍ له فقال: أيها الوزير تقديم الحرم من النعم وتمثل:
تعزَّ إذا رُزئتَ فخيرُ درعٍ ... تسرْبَل للمصائب درعُ صبرِ
ولم أرَ نعمةً شملت كريماً ... كعورةِ مُسلم سترت بقبرِ
وقال بعض الطاهريين:
لكلِّ أبي أنثى إذا ما ترعرعتْ ... ثلاثةُ أصهارٍ إذا ذُكرَ الصهرُ
فأمٌّ تراعيها وبعلُ يصونُها ... وقبرٌ يواريها وخيرهمُ القبرُ
وقال البحتري:
أتبكي من لا يُنازلُ بالسي ... ف مُشيحاً ولا يهُزُّ اللواءَ
لَسْنَ من زينة الحياة كعهد الله ... منها الأموال والأبناءَ
وتلقت إلى القبائل فانطُرْ ... أُمهاتٍ يُنْسَبْن أم آباءَ
ولعمري العجزُ عندي إلاَّ ... أن يبين الرِّجال تبكي النِّساءَ
وقال يزيد بن الحكم الثقفي:
فإن تحتسبْ تؤجر وإن تبكه تكن ... كباكيةٍ لم يُحيى ميتاً بكاؤها
ومن سِرِّ حظي مُسلم من مصيبةٍ ... بكاءٌ وأحزان قليلٌ جداؤها
وذكر لنا أن محمد بن عبد الملك الزيَّات كانت له جارية وكان بها ضنيناً وكان له منها ابن يقال له عمرو، فماتت وابنه صغير فقال فيها:
ألا من رأى الطفل المفارق أمّهُ ... بعيد الكرى عيناه تنسكبانِ
ضعيف القوى لا يطلب الأجر حسبةً ... ولا يأتسي بالناس والحدثانِ
رأى كل أمٍّ وابنها غير أُمّه ... يبيتان تحت اللَّيل ينتجيانِ
يرنُّ بصوت مضَّ قلبي نشيجه ... وسحّ دموع ثرّة الهملانِ
فلا تلحياني إن بكيتُ فإنما ... أداوي بهذا الدمع ما تريانِ
وهذا لعمري اعتذار من شدة الجزع ينكأ قلوب اللائمين وسلَّى عيون الشامتين ويخرج المُعزين إلى التعزية، وتُستغربُ معانيه، ويُستجاد شعره ويُستعذبُ لفظه على معاره...... قول ماويّة بن مُرَّة امرأة كليب تشتكي ما بها من قتل أخيها لزوجها:
يا قتيلاً قوَّضَ الدَّهرُ به ... سَقْفَ بيتي جميعاً من عَلِ
هدَّم البيت الَّذي استحدثتهُ ... وبدا في هدم بيتي الأول
يا نسائي دونكن اليوم قد ... خصَّني الدَّهر برزء مُعْضل
حضني قتلُ كليب بلظًى ... من ورائي ولظى مستقبلي
ليس من يبكي ليومين كمن ... إنَّما يبكي ليومٍ مُقبلِ
درك الثائر شافيه وفي ... دركي ثأري ثُكلُ الثُكلِ
قتل جساسٍ علَى وجدي به ... قاطع ظهري ومُفنٍ أجلي
لو بعين فُديت عين سوى ... أختها فانفقأت لم أحفلِ
إن تكن أختُ امرئٍ ليمتْ علَى ... شفقٍ منها عليه فافعلِ
جلَّ عندي فعلُ جساس فيا ... حسرتي عما انجلى أو ينجلي
إنَّني قاتلةٌ مقتولة ... ولعلَّ الله أن يرتاح لي
وقال آخر:
تمنى ابنتايَ أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلاَّ من ربيعة أو مُضَرْ
وباكيتان تندبان لعاقلٍ ... أخا ثقةٍ لا عين منها ولا أثرْ
وقوما فقولا بالذي قد علمتما ... ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شعرْ
وقولا هو المرء الَّذي لا خليله ... أضاع ولا خان الوفاء ولا غدرْ
إلى الحول ثمَّ اسم السلام عليكما ... ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذرْ
وهذا من الكلام السائر اللفظ المستعمل المعنى إذْ ليس ترى ميتاً وإن جل رزؤه وعظم فقده يبكي عليه إلاَّ في الندرات، فأمَّا النياحة والاجتماعات فلا يراها إلاَّ قبل الحول، وليس يستحسن من أهل المصائب مراعاة الحزن والإفراط في باب الجزع، وليس يحسن أيضاً التحقق بقسوة القلب وقلة الجزع من فقد المحبوب كالذي يقول:
يُبكى علينا ولا نبكي علَى أحدٍ ... لنحن أغلظُ أكباداً من الإبل

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست