غداة جبريل وزيراً له ... نعمَ وزيرُ الفارس الحاملِ
وقال حسان يرثي جعفراً ومن قتل معه - رضي الله عنهم -:
تأوَّبني همٌّ بيثربَ أعسَرُ ... وهمٌّ إذا ما نوَّمَ الناسُ مُسْهرُ
لذكرى حبيب هيَّجت لك عبرةً ... سفوحاً وأسبابُ البكاءِ التّذكُّرُ
فلا يبعدنَّ الله قتلى تتابعوا ... بمؤتةَ منهمْ ذو الجناحين جعفرُ
غداة مضَى بالمؤمنينِ يقودهم ... إلى الموت ميمون النَّقيبةِ أزهَرُ
فطاعنَ حتَّى مالَ في غير مُوسِدٍ ... لمعترك فيه القنا يتكسَّرُ
وكنَّا نرَى في جعفر ومحمدٍ ... وقاراً وأمراً حازماً حين يأمُرُ
وما زالَ في الإسلامِ من آل هاشمٍ ... دعائمُ عزٍّ لا يُرام ومفخرُ
وهمْ جبل الإسلام والنَّاس حولهم ... رُكامٌ إلى طودٍ يروقُ ويقهرُ
بهاليلُ منهم جعفرٌ وابن أُمَّةٍ ... عليّ ومنهم أحمدُ المتخيَّرُ
وحمزةُ والعبَّاس منهمْ ومنهمُ ... عقيلٌ وماءُ العود من حيث يعصرُ
بهم تُقدحُ اللأواءُ في كلِّ معركٍ ... عَماسٍ إذا ما ضاقَ بالنَّاس مصدرُ
وقال آخر:
أُحبُّ عليّاً وأبناءهُ ... ولا أصرف الحُبّ عن جعفرِ
وحمزة منِّي له شُعبةٌ ... من الحبِّ صادقةُ المكسرِ
وفاز أبو الفضل عمّ الرَّ ... سول بالحبّ منِّي وبالأوفرِ
عرانين زندهمُ ثاقبٌ ... وعودهُمُ طيبُ المكسرِ
إذا انتسبوا نسبوا في القد ... يم إلى العزِّ والعدد الأكثرِ
كفاكَ بهم وبأبنائهم ... لدينك في النَّاس من معشرِ
أُحبُّهم للَّذي خصَّهمْ ... إله السَّموات بالكوثرِ
وقال آخر:
هلْ لقريش كُلِّها صادقاً ... والحقَّ من جاوزه أبطلا
إن تعرفوا فضل بني هاشمٍ ... نعرف لكم فضلاً وإلاَّ فلا
إن قلتُمُ بالمصطفى فضلنا ... فقدرهم قبلكمُ أولا
فأيّهم أولى به منكم ... بذلك الحكم أتى منزِلا
وقال دعبل بن علي:
مدارسُ آياتٍ خَلَتْ من تلاوةٍ ... ومنزلِ وحي مُقفرِ العرصَاتِ
لآلِ رسولِ الله بالخيف من مِنًى ... وبالبيتِ والتجميرِ والعرفاتِ
ديارُ عليَّ والحسين وجعفرٍ ... وحمزة والسّجّاد ذي الثفناتِ
قفا نسأل الدَّار الَّتي خفّ أهلها ... مَتَى عهدها بالصَّوم والصَّلواتِ
وابن الأولى شطَّتْ بهم غُربةُ النَّوى ... أفانين في الآفاقِ مفترقاتِ
بنفسيَ أنتمْ من كهولٍ وفتيةٍ ... لفكِّ عناةٍ أو لحملِ دياتِ
أُحبُّ قصي الرّحم من أجلِ حبّكم ... وأهجرُ فيكم زوجتي وبناتي
وما النَّاس إلاَّ غاضبٌ ومكذبُ ... ومضطغِنٌ ذو حَنَّةٍ وتراتِ
ويروى أن زينب بنت علي بن أبي طالب يوم قتل الحسين أخرجت رأسها من الخباء فقالت:
ماذا تقولون إن قالَ النبيُّ لكمْ ... ماذا فعلتم وأنتمْ آخرُ الأُممِ
بعترتي وبأهلي عند مُفتقدي ... منهمْ أُسارى ومنهمْ ضُرّجوا بدمِ
ما كانَ هذا جزائِي إذْ نصحت لكم ... أنْ تخلفوني بشرٍّ في ذوِي رَحمي
وقال سليمان بن قَتَّة مولى بني مدكور يوم الحسين رضي الله عنه:
مررتُ علَى أبياتِ آلِ محمَّدٍ ... فلم أرَها كعهدها يوم حُلَّتِ
فلا يُبعد اللهُ الدّيارَ وأهلها ... وإنْ أصبحتْ من أهلها قد تخلّتِ
وكانوا رجاءً ثمَّ عادوا رزيَّةً ... لقد عَظُمت تلك الرَّزايا وحلَّتِ
وإن قتيلَ الطفّ من آل هاشمٍ ... أذلَّ رقابَ المسلمين فذلّتِ
وقال منصور بن سلمة:
بنو بني الله يغدون في ... خوف ويغدو الناس في أمنِ
أمنهم ذا وهم جهرة ... من بين هذا الأنس والجنِّ
لو أنهم أولاد فرعون أو ... هامان ما زادوا وهُمْ ظبي
نالت علي بن أبي طالبٍ ... منهم يد لم تدر ما تجني
من يك ذا ضغنٍ على والدٍ ... بطالب الأولاد بالطعنِ
أحقاد بدر طالبتها العدى ... من أهل بيت الرجس واللعنِ
لا يُبعد الله ثوى عصبةٍ ... من هاشمٍ أفناهم المفتي
ما قتلوا إلا وقد اغدرت ... أيديهم بالضربِ والطعنِ
وقال أيضاً: