لعمْرُ الرُّسومِ الدَّارساتِ لقد جرتْ ... بريَّا سعادٍ وهي طيِّبةُ العرْفِ
بكيْنا فمنْ دمعٍ يمازجهُ دمٌ ... هناكَ ومن دمعٍ نجودُ به صرفِ
وقال أبو تمام الطائي:
لا عذرَ للصبِّ أن يُفني الحياءَ ولا ... للدَّمعِ بعدَ مضيِّ الحيِّ أنْ يقفا
حتَّى يطلُّ بماءٍ سافحٍ ودمٍ ... في الرَّبعِ يُحسبُ من عينيهِ قدْ رعِفا
وقال آخر:
وبتُّ من الأحزانِ قد أسفرَ الضُّحى ... وفي كبدي من جمرهنَّ حريقُ
مزجْتُ دماً بالدُّمعِ حتَّى كأنَّما ... يُذابُ بعيني لؤلؤٌ وعقيقُ
وقال أحمد بن أبي طاهر:
دموعٌ فيضهُنَّ معَ الدِماءِ ... كما ورَّدْتَ حاشيةَ الرِّداءِ
أُريحُ إلى الدُّموعِ الوجدَ منِّي ... إذا ما عزَّني حسنُ العزاءِ
ملامكَ ليسَ من عينيكَ دمعي ... ولا بحشاكَ أسقامي ودائي
وقال آخر:
فما زالَ يشكو الحبَّ حتَّى كأنَّما ... تنفَّسَ من أحشائهِ أوْ تكلَّما
ويبكي فأبكي رحمةً لبُكائهِ ... إذا ما بكى دمعاً بكيتُ له دما
وقال آخر:
وقفنا وثالثُنا عبرةٌ ... فيشكو إليَّ وأشكو إليهْ
وولَّى يخوضُ دموعاً جرَيْ ... نَ من مُقلتيَّ ومن مُقلتيهْ
ويستودعُ الله ما في يديَّ ... وأستودعُ الله ما في يديهْ
وقال آخر:
يقولُ وقد أبكى البُكاءَ بمُقلتي ... نُدوباً ألا داويتَ عينيكَ بالكُحلِ
فقلتُ رأيتُ الكُحلَ يشغلُ قدرهُ ... من العينِ قدراً لم يكنْ عنكَ في شُغلِ
وقال آخر:
محبٌّ بكتْ عيناهُ من حبِّ قاتلٍ ... فيا قاتلاً يبكي عليهِ قتيلُ
خليلٌ جفاني كانَ روحي لروحهِ ... خليلاً وهلْ يجفو الخليلَ خليلُ
وقال آخر:
وما شنَّتا خرقاءُ واهيتا الكُلى ... سقى بهما ساقٍ ولم يتبلَّلا
بأضيعَ من عينيكَ للماءِ كلَّما ... توسَّمْتَ برقاً أوْ توهَّمْتَ منزلا
وقال أبو حية النميري:
لعينيكَ يومَ البينِ أسرعُ واكفاً ... منَ الفنن الممطورِ وهو مروحُ
إذا قلتُ يفنى ماؤها اليومَ أصبحتْ ... غداً وهيَ ريَّا الماقيَيْنِ نضوحُ
وقال جران العود:
أبيتُ كأنَّ العينَ أفنانُ سدرةٍ ... إذا ما بدا من آخرِ اللَّيلِ تنطفُ
أُراقبُ لمحاً من سُهيلٍ كأنَّهُ ... إذا ما بدا من آخرِ اللَّيلِ يطرفُ
وقال ابن هرمة:
استبقِ دمعكَ لا يودي البكاءُ بهِ ... واكففْ بوادرَ من عينيكَ تستبقُ
ليسَ الشُّؤونُ وإن جادتْ بباقيةٍ ... ولا الجفونُ علَى هذا ولا الحدقُ
وقال آخر:
وممَّا شجاني أنَّها يومَ ودَّعتْ ... تولَّتْ وماءُ العينِ في الجفنِ حائرُ
فلمَّا أعادتْ من بعيدٍ بنظرةٍ ... إليَّ التفاتاً أسلمتْهُ المحاجرُ
وقال ابن ميادة:
ألا مَنْ لعَيْنٍ لا ترى صائباً ولا ... ترى واديَ الطَّرفاء إلاَّ استهلَّتِ
بماءٍ لوَ انَّ المُزنَ جادتْ بمثلهِ ... رضينا بما جادتْ بهِ حينَ ولَّتِ
وللعينِ فيضاتٌ إذا ما ذكرتُها ... وللصَّدرِ بلبالٌ إذا العينُ كلَّتِ
وقال الطائي:
لو قيلَ سلْ تُعطَ المنى أنْ لو درى ... مولاهُ في الخُلواتِ كيفَ بُكاؤهُ
مطرٌ منَ العبراتِ خدِّي أرضهُ ... حتَّى الصَّباحِ ومُقلتيَّ سماؤهُ
وقال ابن قوفا:
سيِّدي أنتَ لمْ أقُلْ سيِّدي أنْ ... تَ لمخلوقٍ سواكَ والصَّبُّ عبدُ
كبدٌ رطبةٌ تذوبُ منَ الوجْ ... دِ وخدٌّ فيهِ منَ الدَّمعِ خدُّ
وقال آخر:
نظرتُ كأنِّي من وراءِ زجاجةٍ ... إلى الدَّارِ من ماءِ الصَّبابةِ أنظرُ
فعينايَ طوراً تغرقانِ منَ البُكا ... فأغشى وطوراً تحسرانِ فأُبصرُ
وهذا مأخوذ من قول ذي الرمة:
لعمركَ إنِّي يومَ جرعاءِ مالكٍ ... لذو عبرةٍ كُلاًّ تفيضُ وتخنقُ
وإنسانُ عيني يحسرُ الماءُ مرَّةً ... فيبدو وأحياناً يجمُّ فيغرقُ
وقال ابن هرمة:
كأنَّ عينيَ إذْ ولَّتْ حمولهُمْ ... عنَّا جناحا حمامٍ صادفا مطرا
أوْ لؤلؤٌ سلسٌ في عقدِ جاريةٍ ... خرقاءَ نازعها الوُلدانُ فانتثرا
وقال آخر: