responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 108
تمضَوْا هدَاكمْ ربُّ موسى فإنَّني ... مُنيخٌ فباكٍ بكيةً ثمَّ رافعُ
وبينَ الصَّفا والرُّكنِ نادمتُ صُحبتي ... بذكراكِ والعوَّادُ ساعٍ وراكعُ
وفي جوفِ بيتِ اللهِ جمجمتُ زفرةً ... عليها وظلَّتْ تستهلُّ المدامعُ
ومِنْ نفرٍ عندَ التَّنبُّهِ جئتهمْ ... وكلُّهم مِنْ خشيةِ اللهِ خاشعُ
فقلتُ لهم هلْ تعلمونَ منَ الجوَى ... دواءً فقالُوا أنتَ في النَّارِ واقعُ
فقلتُ لهمْ هلْ تعلمونَ بما الَّذي ... أُرجِّي ولا ما اللهُ بالعبدِ صانعُ
أيجعلُني في النَّارِ ربِّي وحبُّها ... علَى كبدِي منهُ شؤونٌ صوادعُ
الباب التاسع والثلاثون
مُسامرةُ الأوهامِ والأماني سببٌ لتمام العجزِ والتَّواني
قال حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى قال حدثني أبو العالية قال حدثني حباب القشيري قال لمَّا ملك الوليد بن يزيد بعث إلى ابن ميادة وكان معجباً بشِعره فألزمه بابه فاشتاق الشَّيخ لمَّا طال مقامه فقال:
ألا ليتَ شِعرِي هلْ أبيتنَّ ليلةً ... بحرَّةِ ليلَى حيثُ ربَّتَني أهلِي
بلادٌ بها نِيطتْ عليَّ تمائِمِي ... وقُطِّعنَ عنِّي حيثُ أدركَني عقلِي
فإن كنتُ عنْ تلكَ المواطنِ حَابسِي ... فأيسِرْ عليَّ الرِّزقَ واجمعْ إذاً شملِي
قال فلمَّا سمع شِعره كتب إلى مصدِّق كلبٍ أن يعطيه مئة ناقةٍ دهماءَ جعاداً.
وقال ابن ميادة:
ألا ليتَ شِعرِي هلْ يحلَّنَّ أهلَها ... وأهلكَ روضاتٍ ببطنِ اللِّوى خُضرا
وهلْ تأتينَّ الرِّيحُ تدرجُ موهناً ... بريَّاكِ تعرُوني بها بلداً قفرَا
بريحِ خُزامَى الرَّملِ باتَ معانقاً ... فرُوعُ الأقاحِي تهضبُ الطَّل والقطرَا
ألا ليتَني ألقاكِ يا أُمَّ جحدرٍ ... قريباً فأمَّا الصَّبرُ عنكِ فلا صبرَا
ألا لا تلُظِّي السِّترَ يا أُمَّ جحدرٍ ... كفَى بذُرى الأعلامِ مِنْ دوننا سِترا
وأنشدني أحمد بن يحيى:
قالتْ أُميمةُ ما لجسمكَ شاحباً ... وجدٌ بقلبِي يا أُميمُ برَاني
للهِ صاحبيَ الَّذي نبَّأتهُ ... وشكوتُ حبُّكِ عندهُ فكَواني
ظنَّ المكاوِي مُخرجاتِ حرارةٍ ... بينَ الضُّلوعِ ودونَها هَيَماني
يا للرِّجالِ أمَا رأَى ما شفَّني ... أفلا بذكركِ والمُنى داوانِي
وقال كثيّر:
وددتُ وما تُغني الودادةُ أنَّني ... بما في ضميرِ الحاجبيَّةِ عالمُ
فإنْ كانَ خيراً سرَّني وعلمتهُ ... وإن كانَ شرّاً لمْ تلُمْني اللَّوائمُ
وما ذكرتكِ النَّفسُ إلاَّ تفرَّقتْ ... فريقينِ منها عاذرٌ لي ولائمُ
وقال البحتري:
مُنَى النَّفسِ في أسماءَ لوْ تستطيعُها ... بها وجدُها مِنْ غادةٍ وولوعُها
عجبتُ لها تُبدِي القِلى وأودُّها ... وللنَّفسِ تَعصينِي هوًى وأُطيعُها
وقال آخر:
وددتُ بأنَّ النَّاسَ كلّهمُ أنا ... وأنِّي فداءٌ للَّذي أنا عاشقهْ
وأنِّي إذا صاحبتُ للعرضِ مِنْ غدٍ ... إلى اللهِ جيراناً هناكَ أُوافقهْ
فإمَّا إلى جنَّاتِ عدنٍ نكنْ معاً ... وإمَّا إلى نارٍ ففيها أُرافقهْ
وقال كثيّر:
يودُّ بأنْ يُمسي سقيماً لعلَّها ... إذا سمعتْ عنهُ بشكوَى تُراسلهْ
ويرتاحُ للمعروفِ في طلبِ العُلى ... لتُحمدُ يوماً عندَ ليلَى شمائلهْ
فلوْ كنتُ في كبلٍ وبحتُ بعَوْلَتي ... إليهِ ألانتْ جمَّةً لي سلاسلهْ
ويدركُ غيري عندَ غيركِ حظَّهُ ... بشِعري ويُعييني بهِ ما أُحاولهْ
فلا هانتِ الأشعارُ بعدِي وبعدكمْ ... مُحبّاً وماتَ الشِّعرُ بعدِي وقائلهْ
وقال آخر:
تمنَّيتُ في عرضِ الأمانِي وربَّما ... تمنَّى الفتَى أُمنيَّةً لنْ ينالَها
لَوَ انِّي وسُعدى جارُ بيتٍ حبائباً ... فتعلمَ حالِي ثمَّ أعلَمَ حالها
وقال عمر بن أبي ربيعة:
يا ليتَني قدْ أجزتُ الحبلَ دونكمُ ... حبلَ المعرَّفِ أوْ جاورتُ ذا عُشرِ
إنَّ الثَّواءَ بأرضٍ لا أراكِ بها ... فاسْتيقنيهِ ثواءٌ حقٌّ ذي كدَرِ
وما مللتُ ولكنْ زادَ حبُّكمُ ... وما ذكرتكِ إلاَّ ظَلتُ كالسَّدرِ

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست