responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 101
فهذا البائس إذاً تناعس وليس بناعسٍ ليتعلَّل بخيالها إذا فاته ما يؤمِّله من وصالها فنحن نشهد له بالتَّمام في هذه الحال ولا ندري ما الَّذي يوجب له الغيبة عن إلفه حتَّى اضطرَّه إلى التَّعلُّل بطيفه فنعلم أين منه ذلك تماماً أم يوجب عليه ملاماً.
وما قصّر أيضاً الحسين بن وهب حيث يقول:
أرَقتُ وكيفَ لي بالنَّومِ كيفا ... فألقى من حبيبِ النَّفسِ طيْفا
أقولُ لها متى وتقولُ حتَّى ... وتمطُلني الهوَى بنعمْ وسوْفا
ولولا فرطُ إشفاقي عليها ... غدوْتُ محكَّماً وشهرْتُ سيْفا
ولكنِّي إذا فكَّرتُ فيها ... نهتْني النَّفسُ إشفاقاً وخوفا
ومن مليح ما يدخل في هذا الباب وإن كان مشهوراً في النَّاس:
فقلتُ لها بخلتِ عليَّ يقظى ... فجودي في المنامِ لِمُستهامِ
فقالت لي وصرتَ تنامُ أيضاً ... وتطمعُ أن تواصلَ في المنامِ
ولبعض أهل هذا العصر:
جُعلتُ فداكَ لم يخطر ببالي ... حضورُ البينِ إلاَّ مذْ ليالي
فقد وهواكَ زادنيَ اشتياقا ... علَى شوقي نواكَ وأنتَ قالي
وأكَّدَ ذاكَ أنِّي مذْ ليالٍ ... سهرتُ فلمْ يزُرْ طيفُ الخيالِ
فبتُّ علَى الفراشِ كأنَّ قلبي ... يقلِّبهُ هواكَ علَى المقالي
وكانَ الطَّيفُ يكشفُ بعضَ ما بي ... ولستَ تراهُ يطرُقني بحالِ
فقلْ لي بالذي أصفاكَ ودِّي ... أأنتَ نهيْتَ طيفكَ عن وصالي
أمِ السَّهرُ الَّذي ألزمتَنيهِ ... نفى عنِّي الخيالَ فلا أُبالي
ولبعض أهل الأدب:
أعادَ عليَّ الله يومَ وصالكَ ... وأخطرني قبلَ المماتِ ببالكَ
يُضاعفُ ما بي أنَّني لكَ وامقٌ ... أميرٌ بما تهوى ولستَ كذلكَ
منعت جفوني أن تنامَ قريرةً ... ولو نمتُ أرضاني طروقُ خيالكَ
وحلَّلْتَ عهدي في الهوَى وتركتني ... أُعقِّدُ ما حلَّلْتهُ من حبالكَ
ومن مختار ما قالت الشعراء في الخيال علَى تقصير قائله عن بلوغ درج الكمال:
أسْرَتْ لعينكَ ليلَى بعدَ مغفاها ... يا حبَّذا بعدَ نومِ العينِ مسراها
فقلتُ حُيِّيتَ من طيفٍ ألمَّ بنا ... إن كنتَ تمثالها أوْ كنتَ إيَّاها
وقال العرجي:
وقد كنتُ أرجو أنَّ نأيكِ راحةٌ ... ولم أدرِ أنَّ الطَّيفَ إن نمتُ طالبي
فواللهِ لا يُنكى محبٌّ بمثلها ... وإن كانَ مكروهاً فراقُ الحبائبِ
وأنشدني أعرابي بالبادية:
حلمتُ أقرَّ اللهُ عينيَ أنَّني ... أرى أُمَّ لهوِ القلبِ فيمنْ أُجاورُ
فلمَّا انتبهْنا بالخيالِ الَّذي سرى ... إذا صوتُ جنٍّ والنُّجومُ الزَّواهرُ
فعدتُ لكيْما أن تعودَ فلمْ تعدْ ... وعاودني منها الَّذي قد أُحاذرُ
وقال بعض الأعراب وكان محبوساً في سجن الطائف:
فأنَّى اهتدَتْ تسري وأنَّى تخلَّصتْ ... إليَّ وبابُ السِّجنِ بالعتلِ موثَقُ
عجبْتُ لمسراها وسربٍ سرتْ بهِ بُعَ ... يدَ الكرى كادتْ له الأرضُ تشرقُ
فلا تحسبي أنِّي تخشَّعتُ بعدكُمْ ... لشيءٍ ولا أنِّي منَ الموتِ أفرقُ
ولكنَّ ما بي من هواكِ ضمانةٌ ... كما كنتُ ألقى منكِ إذْ أنا مُطلقُ
فأمَّا الهوَى منِّي إليكِ فطائحٌ ... يمانٍ ولكنِّي بمكَّةَ موثقُ
ألمَّتْ فحيَّتْ ثمَّ قامتْ فودَّعتْ ... فكادتْ عليها مهجةُ النَّفسِ تزهقُ
فما برحتْ حتَّى وددْتُ بأنَّني ... بما في فؤادي من دمِ الجوفِ أشرقُ
وقال الأقرع القشيري:
ألمَّتْ فحيَّاها فهبَّ فحلَّقتْ ... معَ النَّجمِ رؤيا في المنامِ كذوبُ
لقدْ شغفتني أمُّ عمرٍو وبغَّضتْ ... إليَّ نساءً ما لهنَّ ذنوبُ
وأنشدتني ستيرة العصيبية:
ألمَّ خيالُ طَيبةَ أجنبيَّا ... فحيَّا الرَّكبَ دوني والمطيَّا
لما حيَّيْتهمْ يا طيفُ دوني ... وأنتَ أحبُّهمْ شخصاً إليَّا
ألمَّ بنا فسلَّمَ ثمَّ ولَّى ... علَى الهجَّادِ تسليماً خفيَّا
فلمَّا أنْ كشفْتُ غطاءَ رأسي ... إذا أنا لا أرى إلاَّ النَّضيَّا
وأينُقَنا الثَّلاثَ ملقَّياتٍ ... علَى متنِ الطَّريقِ وصاحبيَّا

نام کتاب : الزهرة نویسنده : ابن داود الظاهري    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست