يا ابن أبي العباس أنت الذي ... سماؤه بالجود مدرارُ
يرجو ويخشى حالتيك الورى ... كأنكَ الجنّةُ والنارُ
أبو العتاهية:
عليه تاجانِ فوقَ مفرقهِ ... تاجُ بهاءٍ وتاجُ إخباتِ
يقولُ للريحِ كلّما ارتفعتْ ... هل لكِ يا ريحُ في مباراتي
كثيّر:
كثيرُ عطايا الفاعلينَ مع الذي ... تجودُ به إن كاثروكَ قليلُ
وأنت ابن ليلى والسماحة والندى ... قبيلٌ معاً والعاذلات قبيلُ
يفدينه طوراً وطوراً يلمنه ... وليس عليه في الملام سبيلُ
آخر:
وكأنّما ظفرت يداه بالمنى ... فرحاً إذا ظفرت يداه بمجتدي
لو يعلم العافون كم لك في الندى ... من لذّةٍ وقريحةٍ لم تخمدِ
أبو تمام:
هو البحر من أيِّ النواحي أتيتهُ ... فلجّتهُ المعروفُ والجودُ ساحله
تعوَّدَ بسطَ الكفِّ حتّى لو أنهُ ... ثناها لقبضٍ لم تطعهُ أنامله
ولو أنَّ ما في كفّهِ غيرُ نفسهِ ... لجادَ بها فليتّقِ الله سائله
آخر:
فلو كان ما يعطيه من رمل عالجٍ ... لأصبح من جدواك قد نفد الرّملُ
وماريتَ وبل الغيث بالجود والندى ... فدام ندى كفّيك وانقطع الوبلُ
آخر:
رأيتُ يحيى أتمّ الله نعمته ... عليه يأتي الذي لم يأته أحدُ
ينسى الذي كان من معروفه أبداً ... إلى الرّجال ولا ينسى الذي يعدُ
حماد عجرد:
فأنتَ أكرمُ من يمشي على قدم ... وأنضرُ الناسِ عندَ المحلِ عيدانا
لو مجّ عودٌ على قومٍ عصارته ... لمجّ عودك فينا المسك والبانا
مسلم بن الوليد:
سبقتْ مواهبهُ منى مرتادها ... واستحدثتْ همماً لمن لم يرتدِ
يتجنبُ الهفواتِ في خلواتهِ ... عفُّ السّريرةِ غيبهُ كالمشهدِ
ولأنتَ أمضى في اللقاء وفي الندى ... من باسلٍ وغدٍ وغادٍ مرعدِ
أعطيتَ حتّى ملَّ سائلكَ الغنى ... وعلوت حتّى ما يقالُ لك ازددِ
علي بن مرزوق:
أنتَ الذي تنزل الأيامَ منزلها ... وتنقل الدهرَ من حالٍ إلى حالِ
تزورّ سخطاً فتمسي البيض راضيةً ... وتستهلّ فتبكي أوجه المال
وما نظرتَ بطرقٍ عن مدى أملٍ ... إلاّ قضيتَ بأرزاقٍ وآجالِ
أبو علي البصير:
كفاني عبيد الله لا زال كافياً ... به الله همّاً كان ضاق به صدري
فتًى لا يفيد المال إلاّ لبذله ... ولا يتلقى صفحة الحق بالعذرِ
علي بن جبلة وأجاد:
ولا عتب للأيام عندي ولا يد ... بعتبي وعندي من أبي دلف حبلُ
على كلّ نشرٍ وطأةٌ من نكاله ... وفي كلّ حيّ من مواهبه سجلُ
هو الأملُ المبسوطُ والأجلُ الذي ... يمرّ على أيامهِ الدهرُ أو يحلو
فعشْ واحداً أمّا الثراءُ فمسلمٌ ... مباحٌ وأّما الجار فهو حمًى بسلُ
علي بن الجهم:
يعاقبُ تأديباً ويعفو تطوُّلاً ... ويجزي على الحُسنى ويُعطي فيجزلُ
ولا يُتبع المعروفَ منّاً ولا أذًى ... ولا البخلُ من أخلاقهِ حينَ يُسألُ
تأمَّل تجدْ للهِ فيهِ بدائعاً ... من الحسنِ لا تخفى ولا تتبدَّلُ
إذا نحنُ شبَّهناكَ بالبدرِ طالعاً ... بخسناكَ حظّاً أنتَ أبهى وأجملُ
وتُظلم إنْ قسناكَ بالليثِ في الوغى ... لأنَّك أحمى للحريمِ وأبسلُ
ولست ببحرٍ أنت أعذبُ مورداً ... وأنفعُ للراجي نداكَ وأسهلُ
فلا وصفَ إلاّ قد تجاوزتَ حدَّه ... ولا عرفَ إلاّ سيْبُ كفّكَ أفضلُ
رعاكَ الذي استرعاكَ أمرَ عبادهِ ... وكافاكَ عنَّا المُنعمُ المتفضِّلُ
أبو تمام:
مجرَّدٌ سيفَ رأيٍ من عزيمتهِ ... للدهرِ صيقلهُ الإطراقُ الفكرُ
عضباً إذا هزَّه في وجهِ نائبةٍ ... جاءتْ إليه صروفُ الدهرِ تعتذرُ
إبراهيم بن العباس وأجاد:
أسدٌ ضارٍ إذا مانعتهُ ... وأبٌ برٌّ إذا ما قدرا
يعرف الأقصى إذا أثرى ولا ... يعرف الأدنى إذا ما افتقرا
عبد الله بن قيس الرقيات:
إنَّما مصعبٌ شهابٌ من اللهِ ... تجلَّت عن وجهه الظلماءُ
مُلكهُ ملكُ رأفةٍ ليس فيه ... جبروتٌ منه ولا كبرياءُ