كأنَّ سوادَ الليلِ زنجٌ بدا لهم ... من الصبح ترك فاستكانوا إلى الهربْ
كأنَّ ضياء الشمس وجه محمد ... إذا أمَّه الراجي فأعطاه ما طلبْ وصف في المدح والفخر
والتهاني وما يضاف إليها
قال كعب بن زهير يمدح النبي، صلى الله عليه وسلّم:
إنَّ الرسول شهابٌ يستضاء به ... وصارم من سيوف الله مسلولُ
في فتيةٍ من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة لمَّا أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاس ولا كشف ... عند اللقاء ولا ميلٌ معازيلُ
شمّ العرانين أبطال لبوسهم ... من نسج داوود في الهيجا سرابيلُ
لا يفرحون إذا نالت رماحهم ... قوماً وليسوا مجازيعاً إذا نِيلوا
لا يقع الطعن إلاّ في نحورهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليلُ
وقال حسان بن ثابت:
إنَّ الذوائبَ من فهرٍ وأخوتهم ... قد بيَّنوا سنّةً للناسِ تُتَّبعُ
قومٌ إذا حاربوا ضرُّوا عدوَّهم ... أو حاولوا النفعَ في أشياعهم نفعوا
لا يجهلونَ إذا حاولتَ جهلهمُ ... في فضلِ أحلامهم عن ذاكَ متَّسعُ
سجيّةٌ تلكَ منهم غيرُ محدَثةٍ ... إنَّ الخلائقَ فالعمْ شرُّها البدعُ
إنْ كانَ في الناسِ سبَّاقونَ بعدهمُ ... فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهم تبعُ
ر يرقعُ الناسُ ما أوهتْ أكفُّهمُ ... عند الدفاعِ ولا يوهونَ ما رقعوا
لا يبخلونَ على جارٍ بفضلهم ... ولا يمسّهمُ من مطمعٍ طبعُ
أعفّةٌ ذُكرتْ في الوحي عفّتهمْ ... لا يطمعونَ ولا يرديهمُ طمعُ
كأنَّهم في الوغى والموتُ مكتنعٌ ... أُسدٌ بخفّانَ في أرسانِها فدعُ
لا فرحٌ إنْ أصابوا من عدوّهم ... وإنْ أُصيبوا فلا خورٌ ولا جزعُ
خذْ منهم ما أتى صفواً إذا غضبوا ... ولا يكنْ همّكَ الأمرُ الذي منعوا
فإنّ في حربهم فاحذرْ عداوتهم ... سمّاً يُدافُ عليه الصَّابُ والسلعُ
أكرِم بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهم ... إذا تفرَّقت الأهواءُ والشّيعُ
وقال أبو طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلّم:
وأبيض يُستسقى الغمامُ بوجههِ ... ثُمالُ اليتامى عصمةٌ للأراملِ
يطوفُ به الهلاكُ من آل هاشم ... فهم عندهُ في نعمةٍ وفواضلِ
وقال أبو الجويرية العنزي:
على موسريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلّين اتساع الخلائقِ
لهم من نزارٍ حين ينسب أصلهم ... مكان النواصي من وجوه السوابقِ
بهم يُجبرُ العظم الكسير ويطلق ال ... أسير وينجو من عظام البوائق
وقال عقيل بن العرندس الكلابي يمدح بني عمرو الغنويين:
يا دارُ بينَ كُليَّاتٍ وأظفارِ ... والحمّتينِ سقاكِ اللهُ من دارِ
على تقادمِ ما قد مرّ من زمنٍ ... مع الذي مرَّ من ريحٍ وأمطارِ
وقد أرى بك والأيامُ صالحةٌ ... بيضاً عقائلَ من عونٍ وأبكارِ
فيهنّ عثمةُ لا يمللنَ عشرتها ... ولا علمنَ لها يوماً بأسرارِ
بل أيّها الرجلُ المفني شبيبتهُ ... يبكي على ذاتِ خلخالٍ وإسوارِ
خبّر ثناء بني عمرٍو فإنهم ... ذوو أيادٍ وأحلامٍ وأخطارِ
هَينونَ لينونَ أيسارٌ ذوو يسرٍ ... سوّاسُ مكرمةٍ أبناءُ أيسارِ
لا ينطقونَ على العمياءِ إن نطقوا ... ولا يمارون إن ماروا بإكثارِ
إن يسألوا الخير يعطوه وإن جهدوا ... فالجهدُ يخرجُ منهم طيبَ أخبارِ
وإن تودَّدتهم لانوا وإن شهموا ... كشّفت أذمار حربٍ أيّ أذمارِ
من تلقَ منهم تقلْ لاقيتُ سيّدهم ... مثلَ النجومِ التي يسري بها الساري
دخل أعرابي على معن بن زائدة فأنشده:
أضحت يمينك من جودٍ مصوّرةٍ ... لا بل يمينك منها صورة الجودٍ
بنور وجهك تضحي الأرض مشرقةً ... ومن بنانك يجري الماء بالعودِ
مروان بن أبي حفصة:
بنو مطرٍ يومَ اللقاءِ كأنّهمْ ... أسودٌ لها في غيل خفّانَ أشبلُ
همُ المانعونَ الجارَ حتّى كأنما ... لجارهمُ فوقَ السماكينِ منزلُ
بهاليلُ في الإسلامِ سادوا ولم يكنْ ... كأوَّلهمْ في الجاهليةِ أوَّلُ