همُ القومُ إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
ولا يستطيع الفاعلونَ فعالهم ... وإن أحسنوا في النائباتِ وأجملوا
للخنساء:
وما بلغتْ كفُّ امرئٍ متناولاً ... من المجدِ إلاّ والذي نلتَ أطولُ
وما بلغَ المهدونَ في القولِ مدحةً ... وإن أطنبوا إلاّ الذي فيكَ أفضلُ
إبراهيم بن هرمة:
إذا قيل أيُّ فتىً تعلمونَ ... أهشُّ إلى الطعنِ بالذّابلِ
وأضربُ بالسيفِ يومَ الوغى ... وأطعمُ في الزمنِ الماحلِ
أشارت إليكَ أكفُّ الأنامِ ... إشارةَ غرقى إلى ساحلِ
مسلم بن الوليد:
موفٍ على مهجٍ في يوم ذي رهجٍ ... كأنه أجلٌ يسعى إلى أملِ
ينالُ بالرّفقِ ما يعيا الرجالُ بهِ ... كالموتِ مستعجلاً يأتي على مهلِ
تكسو السيوفَ نفوسُ الناكثينَ به ... ويجعلُ الهامَ تيجانَ الفتى الذُّبلِ
قد عوَّدَ الطير عاداتٍ وثقنَ بها ... يتبعنهُ في كلِّ مرتحلِ
لله من هاشم في أرضهِ جبلٌ ... وأنت وابنكَ ركنا ذلك الجبلِ
أبو تمام:
ستصبح العيس بي والليلُ عندَ فتىً ... كثيرِ ذكرِ الرِّضا في ساعةِ الغضبِ
صدفتُ عنه فلم تصدفْ مواهبهُ ... عنّي وعاودهُ ظنّي فلم يخبِ
كالغيثِ إن جئتهُ وافاكَ ريِّقهُ ... وإن ترَّحلتَ عنه جدَّ في الطلبِ
وقال:
أحوامل الأثقال إنك في غدٍ ... بفناء أحمل منك للأثقالِ
كالغيثِ ليسَ له أريدَ غمامهُ ... أو لم يردْ بدٌّ من التّهطالِ
آخر:
إنَّ للناس غايةً في المعالي ... وقفوا عندها وأنتَ تزيدُ
قد تناهيت في المكارم والمج ... د وجزتَ المدى فأينُ تريدُ
مثله لابن نباتة:
قل لي فأين تريد قد جزتَ المدى ... وعلوتَ حتّى صرتَ بالمرصادِ
إبراهيم بن العباس:
ألا إن عبد الله لما حوى الغنى ... وصار له من بين إخوانه مالُ
رأى خلّةً منهم تسدُّ بمالهِ ... فساهمهم حتّى استوت بهم الحالُ
مثله:
رأى خلّتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتّى تجلّتِ
ما أحسن قوله: من حيث يخفى مكانها، فإنه غاية الحسن لمتأمله.
حسان بن ثابت:
لله درُّ عصابةٍ نادمتهمْ ... يوماً بجلّقَ في الزمان الأفضلِ
أولادُ جفنةَ حول قبرِ أبيهمِ ... قبرِ ابن ماريةَ الكريمِ المفضلِ
قوله: حول قبر أبيهم، يريد أنهم ملوك مقيمون في بلدهم ودارهم وليسوا من العرب الذين يتنقلون من موضع إلى موضع ولا مستقر لهم.
يغشونَ حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبلِ
يريد: أن كلابهم قد أنست بالضيوف فلا تهرّ عليهم وهم شجعان لا يسألون لنجدتهم وعزهم عن السواد المقبل وهذا مثل بيت الحماسة:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
ومثله:
إذا ما دعوا لم يسألوا من دعاهم ... لأيّةِ حربٍ أم لأيّ مكانِ
بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شمّ الأنوف من الطراز الأوّلِ
وقال جرير وأجاد، فلله درّه:
فيومانِ من عبد العزيز تفاضلا ... ففي أيّ يوميهِ تلومُ عواذلهْ
فيومٌ تحوط المسلمين جيادهُ ... ويومُ عطاءٍ ما تغبُّ نوافلهْ
فلا هو في الدنيا مضيعٌ نصيبه ... ولا عرضُ الدنيا عن الدينِ شاغلهْ
البيت الثاني أخذه المتنبي برمته فقال:
فيومٌ بخيلٍ تطردُ الرومَ عنهم ... ويومٌ بجودٍ يطردُ الفقرَ والجدبا
ابن هانئ أنشدنيهما السعيد المرحوم تاج الدين قدّس الله روحه:
المدنفانِ من البريَّةِ كلها ... جسمي وطرفٌ بابليٌّ أحورُ
المشرقاتُ النيِّراتُ ثلاثةٌ ... الشمسُ والقمرُ المنيرُ وجعفرُ
ابن الرومي:
كم من يدٍ بيضاء قد أسديتها ... تثني إليكَ عنانَ كلِّ ودادِ
شكرَ الإلهُ صنائعاً أسديتها ... سلكتْ مع الأرواحِ في الأجسادِ
السيد الرضي:
ألبستني نعماً على نعمِ ... ورفعتَ لي علماً على علمِ
وعلوتَ بي حتّى مشيتُ على ... بسطٍ من الأعناق والقممِ
فلأشكرنَّ نداكَ ما شكرتْ ... خضرُ الرياضِ صنائعَ الديمِ