responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 99
وركب سليمان بن عبد الملك يوما في زي عجيب، فنظرت إليه جارية له فقالت: إنك لمعني ببيتي الشاعر. قال: وما هما؟ فأنشدته:
أنت نعم المتاع لو كنت تبقى ... غير أن لا بقاء للإنسان
ليس فيما بدا لنا منك عيب ... كان في الناس غير أنك فان
قال: ويلك نعيت إليّ نفسي.
قال: صام رجل سبعين سنة، ثم دعا الله بحاجة فلم يستجب له، فرجع لنفسه فقال: «منك أتيت» . فكان إعترافه أفضل من صومه.
وقال: من تذكر قدرة الله لم يستعمل قدرته في ظلم عباد الله.
وقال الحسن: إذا سرّك أن تنظر إلى الدنيا بعدك فانظر إليها بعد غيرك.
وكان الحسن يقول: ليس الإيمان بالتحلي ولا التمني، ولكن ما وقر في القلوب، وصدقته الأعمال.
قال: مات ذر بن أبي ذر الهمداني، من بني مرهبة، وهو ذر بن عمر بن ذر فوقف على قبره فقال: يا ذر، والله ما بنا إليك من فاقة، وما بنا إلى أحد سوى الله من حاجة. يا ذر، شغلني الحزن لك عن الحزن عليك. ثم قال: اللهم إنك وعدتني بالصبر على ذر صلواتك ورحمتك. اللهم وقد وهبت ما جعلت لي من أجر على ذر لذر فلا تعرفه قبيحا من عمله، اللهم وقد وهبت له إساءته إلي فهب لي إساءته إلى نفسه، فإنك أجود وأكرم.
فلما أنصرف عنه التفت إلى قبره وقال: يا ذر، قد أنصرفنا وتركناك ولو أقمنا ما نفعناك! سحيم بن حفص قال: قال هانيء بن قبيصة، لحرقة بنت النعمان، ورآها تبكي: ما لك تبكين؟ قالت: رأيت لأهلك غضارة، ولم تمتليء دار قط فرحا إلا امتلأت حزنا.
قال: ونظرت امرأة أعرابية إلى امرأة حولها عشرة من بنيها كأنهم الصقور، فقالت: لقد ولدت أمكم حزنا طويلا.

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست