responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 2  صفحه : 57
أخائك، وأيأسني آخرك من وفائك، فلا أنا في اليوم مجمع لك اطراحا، ولا أنا في غد وانتظاره منك على ثقة. فسبحان من لو شاء كشف بإيضاح الرأي في أمرك عن عزيمة الشك فيك، فأقمنا على إئتلاف، أو افترقنا على اختلاف.
والسلام.
وكتب إلى أبي مسلم صاحب الدعوة أيضا، من الحبس:
«من الأسير في يديه، بلا ذنب إليه، ولا خلاف عليه. أما بعد فآتاك الله حفظ الوصية، ومنحك نصيحة الرعية، وألهمك عدل القضية، فإنك مستودع ودائع، ومولى صنائع، فاحفظ ودائعك بحسن صنائعك، فالودائع عارية والصنائع مرعية، وما النعم عليك وعلينا فيك بمنزور نداها، ولا بمبلوغ مداها. فنبه للتفكر قلبك، واتق الله ربك، وأعط من نفسك لمن هو تحتك ما تحبّ أن يعطيك من هو فوقك: من العدل والرآفة، والأمن من المخافة، فقد أنعم الله عليك بأن فوض أمرنا إليك. فاعرف لنا لين شكر المودة، واغتفار مس الشدة، والرضا بما رضيت، والقناعة بما هويت، فإن علينا من سهك «1» الحديد وثقله أذى شديدا، مع معالجة الأغلال، وقلة رحمة العمال، الذين تسهيلهم الغلظة، وتيسيرهم الفظاظة، وإيرادهم علينا الغموم، وتوجيههم إلينا الهموم، زيارتهم الحراسة، وبشارتهم الأياسة. فإليك بعد الله نرفع كربة الشكوى، ونشكو شدة البلوى، فمتى تمل إلينا طرفا، وتولنا منك عطفا، تجد عندنا نصحا صريحا، وودا صحيحا، لا يضيع مثلك مثله، ولا ينفي مثلك أهله، فارع حرمة من أدركت بحرمته، واعرف حجة من فلجت بحجته، فإن الناس من حوضك رواء، ونحن منه ظماء، يمشون في الابراد، ونحن نرسف في الأقياد، بعد الخير والسعة، والخفض والدعة. والله المستعان، وعليه التكلان، صريخ «2» الأخيار، ومنجي الأبرار. الناس من دولتك في رخاء،

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 2  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست