نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد جلد : 1 صفحه : 10
شبه المياه في آخر بيت بالمراجل، وهي القدور، واحدها مرجل. وللوزير عامر بن شهيد_رحمه الله_قصيد يمدح به سليمان المستعين بالله_نضر الله وجهه_في فصل النيروز، وفيه قطعة عجيبة في نواوير عدة: [الكامل]
وأتاك بالنيروز شوق حافز ... وتطلع للزور غب تطلع
وفاك في زمن عجيب مونق ... وأتاك في زهر كريم ممتع
فانظر إلى حسن الربيع وقد جلت ... عن ثوب نور للربيع مجزع
فكأن نرجسها وقد حشدت به ... زهر النجوم تقاربت في مطلع
أو أعين الأحباب حين تراسلت ... باللحظ تحت تخوف وتوقع
وبها البنفسج قد حكى بخضوعه ... وقنو لون في سواد مشبع
خد الحبيب وقد عضضت بحنة ... فشكا إليك بأنة وتوجع
وكأنما خيريها تحت الدجا ... بين الأزاهر قام كالمتطلع
يرجو زيارة من يحب لوعده ... كلفا فبات مراقبا لم يهجع
وكتب الوزير أبو عامر بن مسلمة، وبين يديه ورد وسوسان ونيلوفر، على صاحب الشرطة أبي بكر بن القوطية يسأله وصفها، وشرط في رغبته أن يكون أول الشعر: [الكامل]
وثلاثة لما اجتمعن بمجلس ... نبهن مني همة لم تنعس
فأضاف أبو بكر إليه بديهة أبيات سرية تعجز من رامها روية وبعث بها إليه، وهي: [الكامل]
وثلاثة لما اجتمعن بمجلس ... نبهن مني همة لم تنعس
ودعون حي على الصبوح فشقني ... بدعائهن إلى لقاء الأكؤس
ورد كمثل دم الوريد وسوسن ... غض بسوسي الغلائل مكتس
ويزينه نيلوفر أوراقه ... ورق جرى من فوق أخضر أملس
فإذا سرت أنفاسها لك أبرأت ... بلطيف رياها عليل الأنفس
الورد والسوسان والنيلوفر ال ... أرج المشم محركي وموسوسي
فاقت بحسن روائها وأريجها ... فيها من النوار أعمر مجلسي
وأنشدني أيضا لنفسه صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية أبياتا يصف فيها الورد والسوسان قصر على جميع تشبيهاتها، وبديع صفاتها الحسن والإحسان، وهي: [البسيط]
قم فاسقنيها على الورد الذي فغما ... وباكر السوسن الغض الذي نجما
كأنما ارتضعا خلفي سمائها ... فأرضعت لبنا هذا، وذاك دما
جسمان قد كفر الكافور ذاك وقد ... عق العقيق احمرارا، ذا وما احتشما
كأن ذا طلية نصت لمعترض، ... وذاك خد غداة البين قد لطما
أو لا، فذاك أنابيب اللجين، وذا ... جمر الغضى حركته النار فاضطرما
قوله: "على الورد الذي فغما" أي الذي سدت ريحه الخياشيم. وقوله: "الذي نجم" أي الذي طلع. والطلية: صفحة العنق، وهي واحدة الطلى. ولغة ثانية في الطلية: طلاة. ونصت: رفعت. وأنشدني لنفسه الوزير أبو عامر بن مسلمة قطعة يصف فيها البهار والبنفسج بأوصاف غريبة، ويشبهها بتشبيهات عجيبة: [الكامل]
قدم البهار مع البنفسج فاشربن ... ن عليهما بين الرياض الغضة
هذا كمعشوق وعاشقه، وذا ... مثل الحزين دموعه مرفضه
وترى البهار كأنه ياقوتة ... صفراء تحملها أكف بضه
قد سترت حذر الرقيب معاصما ... بمطارف خضر وأبدت فضه
وجرى النضار بها فحسن خلقها ... كمثال معشوق تشكى مرضه
وكأن ذاك بخدها وبنحرها ... عند العيان لنا بقايا عضه
قوله: "كأن ذاك" أشار إلى البنفسج إذ بعد ذكره لاشتغاله بوصف البهار. وللوزير أبي عامر بن مسلمة أيضا قطعة في جملة من النواوير، وعدة من الأزاهير، أبدع من المتقدمة على أن لا أبدع، وأرفع منها على أن لا أرفع، تضمنت من التشبيهات غريبها، ومن الصفات عجيبها، أنشدنيها موصولة بمدح ذي الوزارتين القاضي_وصل الله حرمته، وأدام عزته_ وهي: [مجزوء الرجز]
وروضة مشرقة ... بكل نور مجتنى
فيها بهار باهر ... ونرجس يشكو الضنى
وياسمين أرضه ... ونوره تلون
كالليل مخضرا ول ... كن بالنجوم زين
فاجتن وردا واردا ... وسوسنا ملسنا
وحوله نيلوفر ... فتنة ران إن رنا
تخاله مضاربا ... من المها تروقنا
والآس آس كاسمه ... بنوره قد حسنا
تنويره جواهر ... من غير بحر تقتنى
وحبه من سبج ... أو سندس قد لونا
وقد بدا فيها البنف ... سج الندي الغض الجنى
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد جلد : 1 صفحه : 10