أتجعل نهبى ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس فى مجمع
وقد كنت فى القوم ذا مدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع
إلّا قلائص أعطيتها ... عديد قوائمها الاربع
فزيد حتى رضى وعبيد اسم فرسه
أول من أحدث الحداء
أخبر أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن يزيد بن حكيم عن الحكم ابن أبان عن عكرمة، وحدثنا باسناده عن أبى زيد عن أبى عاصم عن عبد الله بن مجاهد وغيره قالوا: بينا رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- سائر إلى تبوك، اذ سمع حداء فأسرع، فقال: ممن أنتم؟ قالوا: من مضر، قال: وأنا من مضر فاحدوا، قالوا: إنا لأول من حدا بيننا خيار مياسير. قال لبعض أصحابه: ألا تنزل فتسوق؟ قال: نحن على ظهورها ولا ندرى ما نقول، فكيف اذا كنا عند استاهها؟ فضربه بعصا، فصاح يايدى، وسارت الابل، فضحك رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- ونزل رجل من أصحابه يسوق ويقول:
تا الله لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا
فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- (رحم الله قائلها) قالوا: وجبت وقائلها:
هو عامر بن الأكوع، ضرب العدو فقصر السيف فأصابه فمات، وكانوا يكتبون من مات شهيدا، فشكوا فى عامر حتى قال فيه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- هذا القول، فى كلام هذا معناه.
قال الشيخ أبو هلال:- رحمه الله- وأمر الصوت عجب، منه ما يقتل كصوت الصاعقة، ومنه ما يسر ويبهج حتى يرقص، ومنه ما يقلق، ومنه ما يبكى، ومنه ما يزيل العقل ويورث العشق، وقد بكى ما شرحويه من قراءة أبّى، فقيل له: كيف تبكى من كتاب لا تصدق به؟ قال انما أبكانى الشجا. وبه