لا يكتفى، فى العواقب شاف او مريح، الدار الضيقة العمى الاصفر، المرض حبس البدن، والهم حبس الروح، المعرفة بالفضيلة عليك فضيلة منك، ثب على الفرصة او دع، «1» قلوب الاخيار حصون الاسرار، أهل الدنيا كصورة فى صحيفة لا ينشر بعضها الا اذا طوى البعض، من لم يتعرض للنوائب تعرضت له، أفقرك الولد وعاداك، من تكلف مالا يعنيه فاته ما يعنيه، الغضب ضد العقل، النار لا ينقصها ما أخذ منها، ولكن يخمدها الا أن تجدد حطبها، وكذلك العلم لا يفنيه الاقتباس منه، ولكن فقد الحاملين سبب عدمه، المعروف غل «2» لا يكفه الا الشكر او المكافأة، لا راحة لحاسد، ولا حياء لحريص، الحرمان مع الحرص، الذل مع الدين، لا يكفيك من لم تكفه» وله شىء من هذا المعنى كثير.
ولما توفى المكتفى قام العباس بن الحسن، فأمر المقتدر، وأخذ البيعة له بالخلافة، فاستخلف وهو صبى لم يبلغ، ثم قتل طائفة من الجند العباس بن الحسن، وخلعوا المقتدر، وبايعوا عبد الله بن المعتز، واستوزروا له محمد بن داود بن الجراح، فمكث بذلك ليلة، فلما كان من الغد، أنفذ عبد الله الحسين بن حمدان، فى جند الى دار المقتدر بالله، فخرج اليه الخزر والاتراك، وأخذه العامة بالضجيج وانهزم، وخرج عبد الله هاربا الى البردان «3» ، ثم جلس فى زورق صياد فعاد الى بغداد، فأدخل دار المقتدر فكان آخر العهد به، فورد على الناس ما لم يروا أعجب منه قط، وهو رجوعه الى بغداد على غير عهد ولا عقد بها، وكان قد بويع له بالخلافة، وخرج معه وجوه القواد، وكبراء الناس.
فقال الناس: لم يكن به بأس، ولكن أدركته حرفة الأدب.