لا يغلبنّ صليبهم ومحالهم أبدا محالك ... إن كنت تاركهم وكعبتنا فأمر ما بدالك
بدالك ثم صار أبرهة، فلما انتهى الى المغمس «1» نكص الفيل فزجروه وأدخلوا الحديد فى أنفه حتى خزموه فلم يتحرك، ثم طلعت عليهم طير أكبر من الجراد فقذفتهم بحجارة فى أرجلها فولوا هاربين، ثم هلك أكثرهم وفيهم أبرهة، فلما دفع الله عن قريش شرهم قالت العرب: قريش آل الله وقرابينه قال الحارث بن ظالم:
فإن يك منهم أصلى فمنهم ... قراش للإله بنو قصىّ
وقال أبو الصلت «2» الثقفى فى شأن الفيل:
إنّ آيات ربّنا باقيات ... ما يمارى فيهنّ إلّا الكفور
حبس الفيل بالمعمّس حتّى ... ظلّ يحبو كأنّه معقور
وقال أبو قيس بن الأسلت:
وعندكم منه بلاء مصدّق ... غداة أبى يكسوم «3» مهدى الكتائب
كتائبه بالسّهل تمشى ورحله ... على العدواء فى رؤوس المراقب «4»