يعدون تطيين البيوت التى يبردون فيها أشهر الصيف مرات فى الأسبوع.
قال الجاحظ: هذه ملوك نزلوا على دجلة، من دون الصيادة الى قرية بغداد فى القصور والبساتين، وكانوا أصحاب نظر واستخراج، من لدن أزدشير بن بابك الى زمن فيروز ابن يزدجرد، وقبل ذلك أيضا ما كان نزلها ملوك الازدوان بعد ملك الاسكندر، فهل رأيتم أحدا منهم اتخذ حراقة او زلالة «1» أو قاربا؟ وهل عرفوا الخيس مع حر البلاد وشدة وقوع السموم؟ وهل عرفوا الجمازات «2» فى أسفارهم؟ وهل عرف فلاحوهم من الاثمار المطعمة، وغراس النخل على الفرد دون الشطر؟ وأين كانوا عن تزيين سقوفهم بالرديات «3» ؟ وأين كانوا عن استنباط قهوة العصفر؟ واين كانوا عن مراكب الامم فى ممارسة العدو فى البحر؟ ان طلبت النوازح «4» أدركتها، وان كرهتها فاتتها، بعد ان كانوا أسارى فى يد الهند، تتحكم عليهم، وتتلعب بهم، وأين كانوا عن الرمى بالنيران؟ وكانوا يتخذون الأدهان، وينفقون عليها، فترى الرجال رسم العمائم، وسخ القلانس، وكان الرجل اذا مر بالعطار، وأراد كرامته دهن رأسه ولحيته، وكان الرجل من عوام الناس اذا أطعم ضيفا او زائرا كسر الخبز بين يديه، كى لا يحتشم من أكل الكثير، وكان أهل البيت إذا طبخوا اللحم غرفوا للجار والجارة منه غرفة، وكان الناس لا يغسلون أيديهم للطعام قبله كما كانوا يغسلونها بعده، ثم اتخذوا الموائد السفر وبسطوا اللبود على وجوه البسط الكريمة، وكانوا يستخدمون فى منازلهم الرجال الشباب، والوصائف الرومية، من الكواعب والنواهد. «5» فاستحدثوا الخصيان والغلمان بدلا من