فالأكبر منهما يذكر بن عنزة لصلبه، والأصغر هو رهم بن عامر، من عنزة، فكان من حديث الأول أنَّ حزيمة بن نهد كان عشق ابنته فاطمة بنت يذكر، وهو قائل فيها:
إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا
قال: ثم إنَّ يذكر وحزيمة خرجا يطلبان القرط، فمرا بهوةٍ في الأرض فيها نحل فنزل يذكر ليشتار عسلاً، ودلاه حزيمة بحبل، فلما فرغ قال يذكر لحزيمة: أمددني حتى أصعد، فقال حزيمة: لا والله حتى تزوجني ابنتك فاطمة، فقال: أعلى هذه الحال؟ لا يكون ذاك أبداً، فتركه حزيمة فيها حتى مات. قال: ولا يدرى ما كان من خبره فصار مثلاً في انقطاع الغيبة، وإياهما أراد أبو ذؤيب بقوله:
وح يؤوب القارظان كلاهما ... وينشر في القتلى كليب لوائلِ
وقال بشر بن أبي حازم عند موته:
فرجي الخير وانتظري إيابي ... إذا ما القارظ العنزي آبا
قال الأحمر: ويقال: المسلى لا عهدة.
أي انقضى الشأن فلا عليك ولا لك. ومن أمثالهم في اليأس من الشيء قولهم: