أبن زيد التميمي، وكانت عنده دختنوس بنت لقيط بن زرارة، وكان ذا مال كثير إلاّ إنّه كان كبير السن، فقتله، فلم تزل تسأله الطلاق حتى فعل، وتزوجها بعده عمير بن معبد بن زرارة أبن عمها، وكان شاباً إلاّ أنه معدم، فمرت ابل عمرو بن عمرو ذات يوم بدختنوس فقالت لخادمتها: انطلقي إلى أبي شريح فقولي له: يسقينا اللبن، فأبلغته فعندها قال: " الصيف ضيعت اللبن " هذه حكاية المفضل. قال أبو عبيد: أراه يعني إنَّ سؤالك إياي الطلاق كان في الصيف، فيومئذ ضيعت اللبن بالطلاق. وأما بعض الناس فيقولون: معناه إنَّ الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها حينئذٍ. ثم رجع الحديث إلى حديث المفضل، قال: وأما قولهم: لا تطلب أثراً بعد عين.
فانه لمالك بن عمرو العاملي، وكان له أخ يقال له: سماك، فقتله رجل من غسان، فلقيه مالك فأراد قتله، فقال الغساني: دعني ولك مائة من الإبل، فقال: " لا تطلب أثراً بعد عينٍ " ثم قتله. فذهبت الكلمتان مثلين.