القيظ، فأعوزهم الماء إلاّ شيئاً يسيرا يقتسمونه بالحصاة. وكان مع كعب رجل من النمر بن قاسط، فكلما بلغت النوبة كعبا في الشرب نظر إليه النمري. فقال كعب للساقي: اسق أخاك النمري. ففعل ذلك مراراً، ونفذ الماء، فسقط كعب ميتاً عطشاً. فهذا يضرب لكل من طلب الشيء مراراً.
باب المصانعة بالمال في طلب الحاجة.
قال أبو زيد: من أمثالهم في هذا قولهم: من ينكح الحسناء يعط مهراً.
أي من طلب حاجة يهتم بها طابت نفسه بالبذل فيها. وقال أبو عبيد: ومنه قولهم: من صانع المال لم يحتشم من طلب الحاجة.
ومنه قولهم: البضاعة تيسر الحاجة. ومنه قولهم: من اشترى اشتوى.
يقول: من اشترى بماله اشتوى. قال ذلك الأحمر في هذين المثلين.
قال أبو عبيد: قولهم: " اشتوى " يريد: شوى اللحم.
يقال: قد اشتوينا، أي شوينا اللحم، فإذا جعلوا الفعل للحم نفسه قالوا: انشوى بالنون. وهذا نحو قول العامة.
عمك خرجك.
وأصله فيما يقولون إنَّ رجلاً سافر مع عمه من غير زاد اتكالاً على ما